إليها: إني أكره أن أبيت
خلوا [1]، و لي زوجة. فقالت: و ما احتباس امرأة عن زوجها و قد ملكها و آتاها [2]
كرامته و صداقها، فأصلحت من شأنها، و أتته ليلا.
قال: المدائني: فسمعت أن
ابن كناسة ذكر أن رجلا من أهل العلم حدثه عن امرأة من أهله قالت: كنت فيمن زفّها.
فدخلنا عليه و هو في بيت عظيم في أقصاره ستارة، و هو دون الستارة على فرشه، فلما
أن دخلت سلّمت، فأومأ إليها بقضيب كان في يده. فجلست عند رجليه، و مكثت ساعة و هو
لا يتكلم و نحن وقوف، فضربت بيدها على فخذه، ثم قالت: أ لم تبعد من سوء الخلق؟ قال:
فتبسم، و أقبل عليها، و استوى جالسا. فدعونا له و خرجنا و أرخيت الستور.
سبب تطليق الحجاج لها:
قال: ثم قدم الحجاج
البصرة، فحملها معه. فلما بني قصره الّذي دون المحدثة [3] الّذي يقال له: قصر
الحجاج اليوم قال لها: هل رأيت قط أحسن من هذا القصر؟ قالت [4]: ما أحسنه! قال:
أصدقيني، قالت: أمّا إذ أبيت فو اللّه ما رأيت أحسن من القصر الأحمر. و كان فيه
عبيد اللّه بن زياد، و كان دار الإمارة بالبصرة، و كان ابن زياد بناه بطين أحمر.
فطلق هندا غضبا بما قالته، و بعث إلى القصر فهدمه، و بناه بلبن. ثم تعهده صالح بن
عبد الرحمن في/ خلافة سليمان بن عبد الملك، فبناه بالآجرّ، ثم هدم بعد ذلك فأدخل
في المسجد الجامع.
حنين الحجاج إلى
مراجعتها:
قال: القحذميّ عن محمد بن
عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي:
فخرجنا يوما نعود عبد
الملك بن بشر، فسلّمنا عليه و عدناه معه. ثم خرجنا و تخلف الحجاج، فوقفنا ننتظره،
فلما خرج التفتّ فرآني، فقال: يا محمد ويحك! رأيت هندا الساعة فما رأيتها [5]، قط
أجمل و لا أشبّ منها حين رأيتها، و ما أنا بممس حتى أراجعها: فقلت: أصلح اللّه
الأمير، امرأة طلقتها على عتب [6] يرى الناس أن نفسك تتبعها، و تكون لها الحجة عليك.
قال: صدقت، الصبر أحجى.
قال: محمد: و اللّه ما كان
منى ما كان نظرا و لا نصيحة، و لكني أنفت لرجل من قريش أن [7] تداس أمّه في كل
وقت.
خبر طريف يروى عن أسماء:
أخبرني الحسين بن يحيى عن
حماد عن أبيه عن المدائني عن جويرية بن أسماء عن عمه قال:
حججت فإني لفي رفقة من
قومي إذ نزلنا منزلا و معنا امرأة، فنامت و انتهبت [8] و حية مطوية عليها، قد
جمعت