أخبرني اليزيديّ عن أحمد
بن زهير عن الزّبير بن بكار قال:
زوّج أسماء بن خارجة
الفزاريّ بنته هندا من الحجاج بن يوسف، فلما كانت ليلة أراد البناء بها قال لها
أسماء بن خارجة: يا بنيّة، إنّ الأمهات يؤدبن البنات، و إنّ أمّك هلكت و أنت
صغيرة، فعليك بأطيب الطيب الماء، و أحسن الحسن الكحل. و إياك و كثرة المعاتبة،
فإنها قطيعة للودّ، و إياك و الغيرة فإنها مفتاح الطلاق. و كوني لزوجك أمة يكن لك
عبدا، و اعلمي أني القائل لأمّك:
خذي العفو مني
تستديمي مودّتي
شعر لبعض الشعراء فيها:
قال: و كانت هند امرأة
مجرّبة قد تزوجها جماعة من أمراء العراق، فقبلت من أبيها وصيته. و كان الحجاج
يصفها في مجلسه بكلّ خير، و فيها يقول بعض الشعراء يخاطب أباها:
يعير معير بتزويج الحجاج
فيحتال حتى يزوجه المعير أيضا:
أخبرني الجوهريّ و حبيب
المهلبيّ عن ابن شبة قال:
/ لما
قدم الحجاج الكوفة أشار عليه محمد بن عمير بن عطارد أن يخطب إلى أسماء ابنته هند،
فخطبها فزوجه أسماء ابنته، فأقبل عليه محمد متمثّلا يقول:
أ من حذر الهزال نكحت
عبدا
فصهر العبد أدنى للهزال!
فاحتملها عليه أسماء و سكت
عن جوابه، ثم أقبل على الحجاج يوما و هند جالسة، فقال: ما يمنعك من الخطبة إلى
محمد بن عمير ابنته فإنّ من [3] شأنها كيت و كيت. فقال: أ تقول/ هذا و هند تسمع؟
فقال: موافقتك
[1]
الكركرة: جزء من زور البعير، ناتئ عن
جسمه كالقرص، إذا برك أصاب الأرض.