قال إسحاق: و شرب يوما أبو
الهندي بكوه زيان عند خمارة هناك، و كان عندها نسوة عواهر، ففجر بهنّ و لم يعطهنّ
شيئا، فجعلن يطالبنه بجعل فلم ينفعهن، فقال في ذلك:
أخبرني عمي عن عبيد اللّه
بن عبد اللّه بن طاهر، عن أبي محلم، قال:
خطب أبو الهنديّ غالب بن
عبد القدوس بن شبث بن ربعيّ إلى رجل من بني تميم، فقال: لو كنت مثل أبيك لزوّجتك،
فقال له غالب: لكنك لو كنت مثل أبيك ما خطبت إليك.
أمثلة من سرعة جوابه:
قال أبو محلم: و مرّ نصر
بن سيّار بأبي الهنديّ، و هو سكران يتمايل، فوقف عليه فعذله و سبّه، و قال: ضيّعت
شرفك، و فضحت أسلافك. فلما طال عتابه التفت/ إليه فقال: لو لا أني ضيّعت شرفي لم
تكن أنت على خراسان، فانصرف نصر خجلا.
قال أبو محلم: و كان
بسجستان رجل يقال له: برزين ناسكا، و كان أبوه صلب في خرابة [3] فجلس إليه أبو
الهنديّ- فطفق و يعرّض له بالشراب. فقال له أبو الهنديّ: أحدكم يرى القذاة [4] في
عين أخيه، و لا يرى الخشبة في است أبيه! فأخجله.