هذا الشعر [1] يقوله إسحاق
في غلام له مملوك خلاسيّ [2]، يقال له: زياد. كان مولّدا من مولّدي المدينة، فصيحا
ظريفا، فجعله ساقيه، و ذكره هو و غيره في شعره. فممّن ذكره من الشعراء دعبل، و له
يقول:
أخبرني بذلك عليّ بن
سليمان الأخفش، عن أبي سعيد السّكريّ قال: كان زياد الّذي يذكره إسحاق في عدة
مواضع، منها قوله:
و قولا لساقينا زياد
يرقّها
- و كان نظيف السّقي لبقا، فقال فيه دعبل:
يقول زياد قف بصحبك
مرة
على الرّبع، ما لي و الوقوف على الربع!
صوت
أدرها على فقد الحبيب
فربّما
شربت على نأى الأحبة و الفجع
فما بلغتني الكأس
إلّا شربتها
و إلّا سقيت الأرض كأسا من الدمع
غنى في البيت الثاني و
الثالث من هذه الأبيات محمد بن العباس بن عبد اللّه بن طاهر لحنا من خفيف الثقيل
الأول بالبنصر.
نسبة الصوت إلى غير
إسحاق:
قال أبو الحسن: و قد قيل:
إن هذين البيتين- يعني:
خليليّ هبّا نصطبح
بسواد
/- للأخطل.
زياد يراجع إسحاق و هو
يغني:
أخبرني عليّ بن سليمان،
قال: حدّثني أبي، قال:
قال لي جعفر بن معروف
الكاتب- و كان قد جاوز مائة سنة: لقد شهدت إسحاق يوما في مجلس أنس و هو يتغنّى هذا
الصوت:
خليليّ هبّا نصطبح
بسواد
[1]
هذا الخبر مما لم يرد في بولاق، و
أوردها برنو في الملحق و موضعه هنا في المخطوطات المعتمدة.