أخبرني محمد بن يحيى
الصوليّ، قال: حدثنا العلائيّ، قال: حدّثني محمد بن أبي العتاهية، قال: لما جلس
الأمين في الخلافة أنشده أبو العتاهية:
يا بن عمّ النبيّ خير
البريّة
إنّما أنت رحمة للرّعيّه
يا إمام الهدى الأمين
المصفّى
بلباب الخلافة الهاشمية
لك نفس أمّارة لك
بالخي
ر و كفّ بالمكرمات نديّه
إنّ نفسا تحملت منك
ما حمّ
لت للمسلمين نفس قوية
قال: ثم خرج إلى دار أم
جعفر، فقالت له: أنشدني ما أنشدت أمير المؤمنين، فأنشدها.
فقالت: أين هذا من مدائحك
في المهديّ و الرشيد؟ فغضب و قال: إنما أنشدت أمير المؤمنين ما يستملح، و أنا
القائل فيه:
يا عمود الإسلام خير
عمود
و الّذي صيغ من حياء وجود
و الّذي فيه ما يسلّي
ذوي الأح
زان عن كلّ هالك مفقود
إنّ يوما أراك فيه
ليوم
طلعت شمسه بسعد السعود
فقالت له: الآن وفيت
المديح حقه، و أمرت له بعشرة آلاف درهم.
يستنجز أبو العتاهية ما
كانت تجريه عليه:
أخبرني محمد بن يحيى، قال:
حدّثني محمد بن موسى اليزيديّ، قال: حدّثني محمد بن الفضل، قال:
كان المأمون يوجّه إلى أمّ
جعفر زبيدة في كل سنة بمائة ألف دينار جدد و ألف ألف درهم، فكانت تعطي أبا
العتاهية منها مائة دينار و ألف درهم، فأغفلته سنة، فدفع إليّ رقعة و قال: ضعها
بين يديها فوضعتها، و كان فيها: