أخبرني محمد بن خلف وكيع، قال:
حدّثني أبو سعيد القيسي، قال: حدّثني سليمان بن عبد العزيز، قال:
حدّثني خارجة المالي قال:
حدّثني من رأى عروة بن حزام يطاف به حول البيت، قال: فقلت له: من أنت؟ قال: أنا
الّذي أقول:
أ في كلّ يوم أنت رام
بلادها
بعينين إنسانا هما غرقان؟
ألا فاحملاني بارك اللّه
فيكما
إلى حاضر الرّوحاء ثم ذراني
فقلت: زدني، قال: لا، و لا
حرف.
التغني بالصوت المنسوب
إليه يهيج الواثق للإيقاع بشخصين:
و يقال: إن الّذي هاج
الواثق على القبض على أحمد بن الخصيب و سليمان بن وهب أنه غنّى- هذا الصوت- أعني:
من الناس إنسانان
ديني عليهما
فدعا خادما كان للمعتصم،
ثم قال له: أصدقني و إلّا ضربت عنقك. قال: سل يا أمير المؤمنين عما شئت، قال: سمعت
أبي و قد نظر إليك يتمثّل بهذين البيتين، و يومئ إليك إيماء تعرفه، فمن اللذان
عني؟ قال، قال لي:
إنه وقف على إقطاع أحمد بن
الخصيب و سليمان بن وهب ألفي دينار، و أنه يريد الإيقاع بهما. فكان كلما رآني/
يتمثل بهذين البيتين. قال: صدقني و اللّه، و اللّه لا سبقاني بهما [2] كما سبقاه،
ثم أوقع بهما.
و أخبرني محمد بن يحيى
الصّوليّ، قال: حدّثني ميمون بن هارون، قال: نظر الواثق إلى أحمد بن الخصيب يمشي،
فتمثّل:
من الناس إنسانان
ديني عليهما
و ذكر البيتين، و أشار
بقوله:
خليليّ أمّا أم عمرو
فمنهما
إلى أحمد بن الخصيب. فلما
بلغ هذا سليمان بن وهب، قال: إنا للّه! أحمد بن الخصيب و اللّه أمّ عمرو، و أنا
الأخرى. قال: و نكبهما بعد أيام. و قد قيل: إن محمد بن عبد الملك الزيات كان السبب
في نكبتهما.
رواية أخرى لسبب إيقاع
الواثق بصاحبيه:
أخبرنا محمد بن يحيى، قال:
حدثنا عون بن محمد الكنديّ، قال: كانت الخلافة أيام الواثق تدور على إيتاخ، و على
كاتبه سليمان بن وهب، و على أشناس و كاتبه أحمد بن الخصيب، فعمل الوزير محمد بن عبد
الملك الزيات قصيدة، و أوصلها إلى الواثق على أنها لبعض أهل العسكر، و هي:
[1]
الروحاء: موضع بين الحرمين، على
ثلاثين أو أربعين ميلا من المدينة.