responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 20  صفحه : 390

يا قصر ذا النّخلات من بارا [1]

إني حللت إليك من قارا

أبصرت أشجارا على نهر

فذكرت أشجارا و أنهارا

للّه أيام نعمت بها

بالقفص [2] أحيانا و في بارا

إذ لا أزال أزور غانية

ألهو بها و أزور خمّارا

لا أستجيب لمن دعا لهدى‌

و أجيب شطّارا و دعّارا

أعصي النصيح و كلّ عاذلة

و أطيع أوتارا و مزمارا

قال: فغضب المأمون، و قال: أنا في وجه عدو، و أحض الناس على الغزو، و أنت تذكّرهم نزهة بغداد؟

فقلت: الشي‌ء بتمامه، ثم قلت:

فصحوت بالمأمون عن سكري‌

و رأيت خير الأمر ما اختارا

و رأيت طاعته مؤدية

للفرض إعلانا و إسرارا

فخلعت ثوب الهزل عن عنقي‌

و رضيت دار الجدّ لي دارا

و ظللت معتصما بطاعته‌

و جواره و كفى به جارا

إن حلّ أرضا فهي لي وطن‌

و أسير عنها حيثما سارا

/ فقال له يحيى بن أكثم: ما أحسن ما قال يا أمير المؤمنين! أخبر أنه كان في سكر و خسار، فترك ذلك و ارعوى، و آثر طاعة خليفته، و علم أن الرشد فيها؛ فسكن و أمسك.

يجيز بيتا للمأمون في غلام المعتصم:

حدّثني الصوليّ قال: حدّثني محمد بن يحيى بن أبي عباد قال: حدّثني هارون بن محمد بن عبد الملك الزيات عن أبيه قال:

دعا المعتصم ذات يوم المأمون فجاءه، فأجلسه في بيت على سقفه جامات، فوقع ضوء الشمس من وراء تلك الجامات على وجه سيما التركي غلام المعتصم، و كان المعتصم أوجد الناس به، و لم يكن في عصره مثله، فصاح المأمون يا أحمد بن محمد اليزيديّ- و كان حاضرا- فقال: انظر إلى ضوء الشمس على وجه سيما التركي، أ رأيت أحسن من هذا قط؟ و قد قلت:

قد طلعت شمس على شمس‌

و زالت الوحشة بالأنس‌

أجز يا أحمد، فقلت:

قد كنت أشنا الشمس فيما مضى‌

فصرت أشتاق إلى الشمس‌


[1] في «معجم البلدان»: باري بكسر الراء: قرية من أعمال كلواذ من نواحي بغداد، و كان بها بساتين و متنزهات، يقصدها أهل البطالة.

[2] القفص، بالضم ثم بالسكون: قرية مشهورة بين بغداد و عكبرا، قريب من بغداد. و كانت من مواطن اللهو و معاهد النزه و مجالس الفرح، ينسب إليها الخمور الجيدة و الحانات الكثيرة.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 20  صفحه : 390
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست