لقد عمّهم جود الإمام فكلهم
له في الّذي حازت يداه نصيب
صوت
فلما وصلت هذه الأبيات إلى الرشيد أمر لأبي محمد بخمسين ألف درهم، و لابنه محمد بن أبي محمد بمثله.
أخبرني عمي قال: حدثنا الفضل بن محمد اليزيديّ قال: حدّثني أخي أحمد عن أبيه قال:
أستأذن أبو محمد الرشيد و هو بالرّقّة في الحجّ، فأذن له، فلما عاد أنشدنا لنفسه:
يا فرحتا إذ صرفنا أوجه الإبل
إلى الأحبة بالإزعاج و العجل
نحثهن و لا يؤتين [1] من دأب
لكنّ للشوق حثا ليس للإبل
يا نائيا قربت منه و ساوسه
أمسى قرين الهوى و الشوق و الوجل
إن طال عهدك بالأحباب مغتربا
فإن عهدك بالتسهيد لم يطل
أ ما اشتفى الدهر من حرّان مختبل
صبّ الفؤاد إلى حران مختبل
عش بالرجاء و أمّل قرب دارهم
لعل نفسك أن تبقى مع الأمل
[1] كذا في م، أ. س، ب «يولين»، من أرناه بمعنى أتعبه و فتره.