أنشدت قصيدة خلف الفائية هذه و أعرابي جالس يسمع، فلما سمع قوله:
فإذا أكب القرن أتبعه
طعنا دوين صلاه ينخسف
قال الأعرابيّ: و أبيك لقد أحب أن يضعه في حاق [1] مقيل [2] ضرطته.
يشغب في مجلس ضم خلفا الأحمر، ليهجوه خلف فيغضب:
أخبرني هاشم بن محمد قال: حدّثني ابن الفهم قال: حدّثني الأصمعيّ قال:
كنت مع خلف جالسا، فجرى كلام في شيء من اللغة، و تكلم فيه أبو محمد اليزيدي و جعل يشغب، فقال لي خلف: دعني من هذا يا أبا محمد، و أخبرني من الّذي يقول:
/
فإذا انتشأت [3] فإنني
رب الحريبة و الرّميح
و إذا صحوت فإنني
رب الدّويّة و اللويح
يعرّض به أنه معلم، و أنه يلوط، فغضب اليزيدي، و قام فانصرف.
يهجو مواليه بني عدي لقعودهم عنه و قد استنهضهم:
أخبرني الحسن بن عليّ قال: حدثنا محمد بن القاسم بن مهرويه قال: حدّثني طلحة الخزاعيّ قال: حدّثني أبو سعيد عثمان بن يوسف الحنفيّ قال:
غاضب أبو محمد اليزيديّ مواليه بني عدي رهط ذي الرمة من بني تميم لأمر استنهضهم فيه، فقعدوا عنه، فقال يهجوهم:
يا أيها السائل عن قومنا
لمّا رأى بزّة أحبارهم [4]
و حسن سمت منهم ظاهرا
إعلانهم ليس كإسرارهم
سائل بهم أحمر أو غيره
ينبيك عن قومي و أخبارهم
[قوم كرام ما عدا أنهم
صولتهم منهم على جيرانهم
أسد على الجيران أعداؤهم
آمنة تخطر في دارهم
لو جاءهم مقتبسا جارهم
ما قبسوه الدهر من نارهم
و قد وترناهم فلم نخش من
ينهض في سيره أو ثارهم
أحسن قوم لمواليهم
إن أيسروا يوما لأيسارهم
شهادة الزور لهم عادة
حقا بها قيمة أخبارهم
و ما لهم مجد سوى مسجد
به تعدّوا فوق أطوارهم
[1] حاق: وسط.
[2] مقيل: موضع.
[3] كذا بالنسخ. و لعلها محرفة عن انتشيت، بدليل البيت الثاني.
[4] الأحبار: جمع حبر، و هو العالم أو الصالح.