responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 20  صفحه : 367

ثم قال لي يحيى: فينبغي يا أبا محمد أن نؤثر الدّين على ما سواه، فقلت له: قد أصبت من أرضاه، و ذكرت له الحسن بن المسوّر، فضمه إليه ثم سألني: من أين أقبلت؟ فأخبرته بخبر عاصم و ما كان منه، فقلت له: قد حضر هذا المسير، و لست أدري من أي وجه أتقاضاه؟ فضحك و قال: و لم لا تدري؟ الق صديقك جعفرا، يعني ابنه، حتى يكلم أمير المؤمنين أو يذكرني حاجتك، فقد تركته على المضي الساعة، فاثنيت إلى جعفر و قلت له في طريقي:

يا سائلي عما أخبّره‌

عن جعفر كرما و عن شيمه‌

إن ابن يحيى جعفرا رجل‌

سيط [1] السماح بلحمه و دمه‌

فعليه «لا» أبدا محرمة

و كلامه وقف على نعمه‌

و ترى مسابقه ليدركه‌

بمكان حذو النعل من قدمه‌

/ فلما دخلت إليه أخبرته الخبر، و أنشدته الأبيات، و أعلمته ما أمرني به أبوه، فقال لي: قل بيتين تذكره فيهما إلى أن أجدّد طهرا و اكتبهما حتى يكونا معي، فأذكر بهما حاجتك، فقلت: نعم يا سيدي، و أخذت الدواة و كتبت:

أحقّ من أنجز موعوده‌

خليفة اللّه على خلقه‌

و من له إرث نبيّ الهدى‌

بالحق لا يدفع عن حقه‌

/ ينسب في الهدي إلى هديه‌

برّا و في الصدق إلى صدقه‌

و من له الطاعة مفروضة

لائحة بالوحي في رقّه‌

و الراتق الفتق العظيم الّذي‌

لا يقدر الناس على رتقه‌

يهجو الغساني لأنه لم يعنه على تعجيل المال:

قال: فأخذ الشعر، و مضى إلى الرشيد في حاجتي و أقرأه إياه، فصكّ إليّ بالمال عليه، و قبضته بعد ذلك بيوم، و أنشأت أقول في الغسّانيّ:

أ لا طرقت أسماء أم أنت حالم؟

فأهلا بطيف زار و الليل عاتم‌

إذا قيل أيّ الناس أعظم جفوة

و ألأم قيل الجرمقانيّ [2] عاصم‌

دعيّ أجاءته إلى اللؤم دعوة

و مغرس سوء لؤمه متقادم‌

شهيدي على أن ليس حرّا صليبة

صفيحة وجه ابن استها [3] و اللهازم‌

صفيحة دقّاق أبوه شبيهه‌

و جدّاه سمّاك لئيم و حاجم‌

أعاصم خلّ المكرمات لأهلها

و أغض على لؤم و وجهك سالم‌

فكيف تنال الدهر مجدا و سوددا

و في كل يوم كوكب لك ناجم؟


[1] سيط: خلط، و بابه قال:

[2] الجرمقاني: واحد الجرامقة، و هم من قوم من العجم صاروا بالموصل في أوائل الإسلام.

[3] تركيب يقال لمن يسب و يصغر من جهة أمة.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 20  صفحه : 367
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست