قال: فو اللّه لقد رواه
صبيان الكتاب و مارة الطريق و السّفل، فما أجتاز بموضع إلّا سمعته من سفلة يهذرون
به [8]، فمنهم من يعرفني فيعيبني به، و منهم من لا يعرفني، فأسمعه منه لسهولته على
لسانه.
يذكر أن المخزومي دس في
شعره ما لم يقله:
أخبرني محمد بن عمران
الصيرفيّ و محمد بن يحيى الصوليّ و عمي قالوا: حدثنا الحسن بن عليل العنزيّ قال:
حدّثني عليّ بن أبي عمرو الشيبانيّ قال:
جاءني إسماعيل بن إبراهيم
بن ضمرة الخزاعيّ، فقال لي: إني سألت دعبلا أن أقرأ عليه قصيدته الّتي يناقض بها
الكميت:
أفيقي من ملامك يا
ظعينا
كفاك اللوم مرّ الأربعينا
فقال لي إسماعيل: قال لي
دعبل: يا أبا الحسن فيها أخبار و غريب، فليكن معك رجل يقرؤها عليّ و أنت معه،
فيكون أهون عليّ منك، فقلت له: لقد اخترت صديقا لي يقال له: علي، فقال: أ من العرب
هو؟ قلت: نعم.
قال: من أيّ العرب؟ قلت:
من بني شيبان. قال: شيبان كندة؟ فقلت: بل شيبان ربيعة. فقال لي: ويحك! أ تأتيني
برجل أسمعه ما يكره في قومه؟ فقلت: له: إنه رجل يحتمل، و يحب أن يسمع ما له/ و
عليه. فقال: في مثل هذا رغبة [9]، فأتني به، فصرنا إليه، فلما لقيه قال: قد أخبرني
عنك أبو الحسن بما سررت به؛ أن كنت رجلا من العرب