responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 20  صفحه : 317

خرجت إلى الجبل هاربا من المعتصم، فكنت أسير في بعض طريقي و المكاري يسوق بي بغلا تحتي، و قد أتعبني تعبا شديدا، فتغنّى المكاري في قولي:

لا تعجبي يا سلم من رجل‌

ضحك المشيب برأسه فبكى‌

فقلت له، و أنا أريد أن أتقرّب إليه و أكفّ ما يستعمله من الحثّ للبغل لئلّا يتعبني: تعرف لمن هذا الشعر يا فتى؟ فقال: لمن ناك أمّه و غرم درهمين، فما أدري أيّ أموره أعجب: من هذا الجواب أم من قلة العرم على عظم الجناية!

تغنت بشعره جارية:

/ حدّثني عمي قال: حدّثني أحمد بن الطيب السرخسيّ قال:

حضرت مجلس محمد بن عليّ بن طاهر و حضرته مغنّية يقال لها: شنين مشهورة، فغنّت:

لا تعجبي يا سلم من رجل‌

ضحك المشيب برأسه فبكى‌

ثم غنّت بعده:

لقد عجبت سلمى و ذاك عجيب‌

فقلت لها: ما أكثر تعجب سلمى هذه! فعلمت أني أعبث بها لأسمع جوابها، فقالت متمثلة غير متوقفة و لا متفكرة:

فهلك الفتى ألا يراح [1] إلى ندى‌

و ألا يرى شيئا عجيبا فيعجبا

فعجبت و اللّه من جوابها و حدّته و سرعته، و قلت لمن حضر: و اللّه لو أجاب الجاحظ هذا الجواب لكان كثيرا منه مستظرفا.

نسبة هذا الصوت‌

صوت‌

لقد عجبت سلمى و ذاك عجيب‌

رأت بي شيبا عجّلته خطوب‌

و ما شيّبتني كبرة غير أنني‌

بدهر به رأس الفطيم يشيب‌

الغناء ليحيى المكيّ، ثقيل أول بالوسطى من كتاب أبيه أحمد.

صديق له يصنع كل غناء بشعره:

حدّثني جعفر بن قدامة قال: حدّثني محمد المرتجل بن أحمد بن يحيى المكيّ قال:

كان أبي صديقا لدعبل، كثير العشرة له، حافظا لغيبه، و كلّ شعر يغنّى فيه لدعبل/ فهو من صنعة أبي، و غناني من صنعة أبيه في شعر دعبل، و الطريقة فيه خفيف ثقيل في مجرى البنصر:


[1] يراح: يرتاح.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 20  صفحه : 317
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست