/
و اذكري عيشنا و إذ نفض [1] الرّ
يح علينا الخيريّ [2] و الياسمينا
إذ جعلنا الشاهسفرام [3] فراشا
من أذى الأرض و الظلال غصونا
حفظ اللّه إخوتي حيث كانوا
من بلاد سارين أم مدلجينا
فتية نازحون عن كلّ عيب
و هم في المكارم الأولونا
و هم الأكثرون يعلم ذاك الن
اس، و الأطيبون للأطيبينا
أزعجتني الأقدار عنهم و قد كن
ت بقربي منهم شحيحا ضنينا
و تبدلت خالدا لعنة اللّ
ه عليه و لعنة اللاعنينا
رجل يقهر اليتيم و لا يؤ
تى زكاة و ينهر المسكينا
و يصون الثياب و العرض بال
و يرائي و يمنع الماعونا
نزع اللّه منه صالح ما
أعطاه آمين عاجلا آمنا
فلعمر المبادرين إلى مك
ة وفدا غادين أو رائحينا
إن أضياف خالد و بنيه
ليجوعون فوق ما يشبعونا
و تراهم من غير نسك يصومو
ن و من غير علّة يحتمونا
يا بني خالد دعوه و فرّوا
كم على الجوع ويحكم تصبرونا
من مشهور هجائه في خالد:
قال محمد بن يزيد: و من مشهور شعره فيه قصيدته الّتي أولها:
ألا خبّروا إن كان عندكم خبر
أ نقفل أن نثوي على الهمّ و الضّجر؟
نفى النوم عن عيني تعرّض رحلة
بها الهمّ و استولى بها بعده السهر
/ فإن أشك من ليلي بجرجان طوله
لقد [4] كنت أشكو فيه بالبصرة القصر
فيا حبّذا بطن الخرير [5] و ظهره
و يا حسن واديه إذا ماؤه زخر
و يا حبذا نهر الأبلّة منظرا
إذا مدّ في إبانه النهر أو جزر
و فتيان صدق همّهم طلب العلا
و سيماهم التحجيل في المجد و الغرر [6]
لعمري لقد فارقتهم غير طائع
و لا طيّب نفسا بذاك و لا مقر
[1] في أ، م «تنفض».
[2] الخيري: نبات ذو زهر أصفر ذكي الرائحة.
[3] الشاهسفرام: الريحان.
[4] كذا في النسخ و لعلها «فقد».
[5] الخرير: المكان المطمئن بين الربوتين.
[6] الغرر: البياض في الوجه.