/
يا ذا اليمينين لم أزرك و لم
آتك من خلّة و من عدم
إني من اللّه في مراح غنى
و مغتدى [1] واسع و في نعم
/ زارتك بي همة منازعة
إلى العلا من كرائم الهمم
و إنني للجميل محتمل
في القدر من منصبي و من شيمي
و قد تعلّقت منك بالذمم الك
برى الّتي لا تخيب في الذمم
فإن أنل بغيتي فأنت لها
في الحق حقّ الرجاء و الرّحم
و إن يعق عائق فلست على
جميل رأي عندي بمتّهم
في قدر اللّه ما أحمّله
تعويق امرئ في اللّوح و القلم
لم يضق الصبر و الفجاج على
حرّ كريم بالصبر معتصم
ماض كحدّ السنان في طرف الع
امل [2] أو حدّ مصلت خذم [3]
إذا ابتلاه الزمان كشفه
عن ثوب حرّية و عن كرم
ما ساء ظني إلا بواحدة
في الصدر محصورة عن الكلم
ليهن قوم جزت المدى بهم
و لم تقصّر فيهم و لم تلم [4]
و ليس كلّ الدّلاء راجعة
بالنّصف من ملئها [5] إلى الوذم [6]
ترجع بالحمأة [7] القليلة أحي
انا و رنق الصّبابة [8] الأمم [9]
ما تنبت الأرض كلّ زهرتها
و لا تعمّ السماء بالدّيم
/ ما فيّ نقص عن كلّ منزلة
شريفة و الأمور بالقسم
فأجابه طاهر:
من تستضفه الهموم لم ينم
إلّا كنوم المريض ذي السّقم
و لا يزل قلبه يكابد ما
تولد فيه الهموم من ألم
و قد سمعت الّذي هتفت به
و ما بأذني عنك من صمم
[1] كذا في م، أ. و في س، ب «منتدى»، تحريف.
[2] العامل: طرف الرمح مما يلي السنان.
[3] خذم: قاطع.
[4] زيادة من م، مو، مد.
[5] في س، ب «مائها».
[6] الوذم: السيور بين آذان الدلو إلى العراقي، جمع عرقوة كترقوة، و هي من الدلو خشبتان تعرضان عليها كالصليب.
[7] الحمأة: الطين الأسود.
[8] الصبابة: البقية من الماء.
[9] الأمم: اليسير.