يستثقله، فسأله حاجة
فقضاها، ثم سأله أخرى فوعده بها، ثم سأله ثالثة فقال:
خفّف على إخوانك
المؤنا
إن شئت أن تبقى لهم سكنا
لا تلحفنّ إذا سألت
ففي ال
إلحاف إجحاف بهم و عنا
فقام الرجل و انصرف.
يطلب عزل أمير البصرة
فلا يجاب و يمنح صلة عوضا:
أخبرني أبو دلف هاشم بن
محمد، قال: حدّثني المبرّد قال:
وفد ابن أبي عيينة إلى
طاهر بن الحسين يسأله أن يعزل أمير البصرة، و كان من قبله فدافعه، و عرض عليه عوضا
خطيرا من حاجته، و وعده أن يستصلح له ذلك الأمير و يزيله عما كرهه، فأبى عزله و
أجزل صلته، فقال ابن أبي عيينة فيه:
أخبرني محمد بن القاسم
الأنباريّ قال: حدّثني أبي عن أبي عكرمة عامر بن عمران، و أخبرني به عمي عن أحمد
بن يزيد المهلّبيّ عن أبيه قال:
كان إسماعيل بن سليمان
واليا على البصرة خليفة لطاهر بن الحسين، فأساء مجاورة ابن أبي عيينة حتى تباعد
بينهما و قبح، و أظهر إسماعيل تنقصّه و عيبه، فخرج إلى طاهر ليشكو إسماعيل، و يسعى
في عزله عن البصرة، فبعد ذلك عليه بعض البعد، و سافر طاهر بن الحسين إلى وجه أمر
بالخروج إليه، فصحبه ابن أبي عيينة في سفره، فتذمّم من ذلك، و أمر بإيصاله إليه،
فلما دخل ابن أبي عيينة إليه سأله عن حوائجه و أدناه، و أمره برفعها فأنشده: