أخبرني الحسن بن عليّ قال:
حدثنا محمد بن مجمع قال: تزوّج سعيد بن عباد بن حبيب بن المهلّب بنت سفيان بن
معاوية بن المهلّب- و قد كان تزوجها قبله رجلان فدفنتهما، فكتب إليه أبو عيينة:
رأيت أثاثها فرغبت
فيه
و كم نصبت لغيرك بالأثاث
إلى دار المنون
فجهّزتهم
تحثّهم بأربعة حثاث
فصيّر أمرها بيدي
أبيها
و عيشك من حبالك بالثلاث
و إلّا فالسلام عليك
منّي
سأبدأ من غد لك بالمراثي
يعاتب إسحاق لتأخره عن
دعوة إلى مجلس:
أخبرني محمد بن مزيد
الصوليّ قال: حدثنا حماد بن إسحاق عن أبيه، قال:
كان عليّ بن هشام قد دعاني
و دعا أبا عيينة و تأخرت عنه حتى اصطبحنا شديدا، و تشاغلت برجل كان عندي من
الأعراب، و كان فصيحا لأكتب عنه، و كان عنده/ بعض من يعاديني- قال حماد: كأنه يومئ
بهذا القول إلى إبراهيم بن المهديّ- فسأل أبا عيينة أن يعاتبني بشعر ينسبني فيه
إلى الخلف فكتب إليّ:
يا مليئا بالوعد و
الخلف و المط
ل بطيئا عن دعوة الأصحاب
لهجا بالأعراب إنّ
لدينا
بعض من تشتهي من الأعراب
قد عرفنا الّذي شغلت
به عنّا
و إن كان غير ما في الكتاب
قال: فكتبت إلى الّذي حمل
أبا عيينة على هذا- يعني إبراهيم بن المهدي:
قد فهمت الكتاب أصل
حك اللّه و عندي إليك ردّ الجواب
و لعمري ما تنصفون و
لا كا
ن الّذي جاء منكم في حسابي
لست آتيك فاعلمنّ و
لا لي
فيك حظ من بعد هذا الكتاب
[1]
«الخريبة» موضع بالبصرة، و يقال: إنه سمي بذلك لأن المرزبان
كان ابتنى به مقرا و خرب بعد، فلما نزل المسلمون البصرة ابتنوا عنده و فيه أبنية،
و سموها الخريبة. و في س «الحزينة»، و في ب، الخريبة و في
م، أ «الحزبية». و كله تحريف.