فيا طيب طعم العيش إذ هي جارة
و إذ نفسها و إذ أهلها أهلي
و إذ هي لا تعتلّ عني برقبة
و لا خوف عين من وشاة و لا بعل
فقد عفت الآثار بيني و بينها
و قد أوحشت مني إلى دارها سبلي
و لما بلوت الحبّ بعد فراقها
قضيت على أم المحبين بالثّكل
/ و أصبحت معزولا و قد كنت واليا
و شتان ما بين الولاية و العزل
من شعره فيها، و قد وصف فيه قصرا:
صوت
و مما قاله فيها و فيه غناء:
ألا في سبيل اللّه ما حلّ بي منك
و صبرك عني حين لا صبر لي عنك
و تركك جسمي بعد أخذك مهجتي
ضئيلا كان من قبل ذا تركي
فهل حاكم في الحب يحكم بيننا
فيأخذ لي حقي و ينصفني منك
لسليم في هذه الأبيات هزج مطلق في مجرى الوسطى، و في هذه القصيدة يقول يصف قصرا كانوا فيه، و هي من عجيب شعره:
لقد كنت يوم القصر مما ظننت بي
بريئا [1] كما أني بريء من الشّرك
يذكّرني الفردوس طورا فأرعوي
و طورا يواتيني إلى القصف و الفتك
بغرس كأبكار الجواري و تربة
كأن ثراها ماء ورد على مسك
و سرب من الغزلان يرتعن حوله
كما استلّ منظوم من الدّر من سلك
و ورقاء تحكى الموصليّ إذا غدت
بتغريدها أحبب بها و بمن تحكي
فيا طيب ذاك القصر قصرا و منزلا
بأفيح سهل غير وعر و لا ضنك
كأن قصور القوم ينظرن حوله
إلى ملك موف على منبر الملك
/ يدلّ عليها مستطيلا [2] بظله
فيضحك منها و هي مطرقة تبكي
يعده الفضل بن الربيع أشعر زمانه:
أخبرني أحمد بن عبيد اللّه بن عمار قال: حدّثني عليّ بن عمرو الأنصاريّ، قال: سمعت الأصمعي يذكر أن الفضل بن الربيع قال لجلسائه:
/ من أشعر أهل عصرنا؟ فقالوا فأكثروا، فقال الفضل بن الربيع: أشعر أهل زماننا الّذي يقول في قصر
[1] في مد «بريا».
[2] كذا في م، أ. و في س، ب «مستظلا بظلها».