responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 20  صفحه : 266

كان أبو عيينة بن محمد بن أبي عيينة يهوى فاطمة بنت عمر بن حفص الملقّب هزار مرد، و كانت امرأة نبيلة شريفة، و كان يخاف أهلها أن يذكرها تصريحا، و يرهب زوجها عيسى بن سليمان، فكان يقول الشعر في جارية لها يقال لها: دنيا، و كانت قيّمة دارها، و والية أمورها كلّها. و أنشدنا لابن أبي عيينة فيها، و يكنى باسم دنيا هذه:

ما لقلبي أرقّ من كلّ قلب‌

و لحبّي أشدّ من كل حبّ!

/ و لدنيا على جنوني بدنيا

أشتهي قربها و تكره قربي‌

نزلت بي بلية من هواها

و البلايا تكون من كلّ ضرب‌

قل لدنيا إن لم تجبك لما بي‌

رطبة من دموع عينى كتبي‌

فعلام انتهرت باللّه رسلي‌

و تهددتهم بحبس و ضرب [1]

أيّ ذنب أذنبته ليت شعري‌

كان هذا جزاءه أيّ ذنب؟

أخبرني عليّ بن سليمان قال حدّثني محمد بن يزيد قال:

كان أبو عيينة [2] من أطبع الناس و أقربهم مأخذا، من غير أدب موصوف و لا رواية كثيرة، و كان يقرّب البعيد، و يحذف الفضول، و يقلّ التكلف. و كان أصغر من أخيه عبد اللّه و مات قبله.

و قيل لعبد اللّه: أنت أشعر أم أخوك؟ فقال: لو كان له علمي لكان أشعر منّي، و كان يتعشق فاطمة بنت عمر بن حفص هزار مرد الّتي تزوّجها عليّ بن سليمان، و يسرّ عشقها، و يلقّبها دنيا كتمانا لأمرها [3]. و كانت امرأة جليله [4] نبيلة سريه من النساء، و كان أبوها من أشدّ الفرسان و شجعانهم، فذكر عيسى بن جعفر أن عيسى بن موسى قال للمهلّب بن المغيرة بن المهلّب: أ كان يزيد بن خالد أشجع أم عمر بن حفص هزار مرد؟ فقال المهلّب: لم أشهد من يزيد/ ما شهدته من عمر بن حفص، و ذلك أني رأيته يركض في طلب حمار وحشيّ حتى إذا حازاه جمع جراميزه [5] و قفز،/ فصار على ظهره، فقمص الحمار، و جعل عمر بن حفص يحزّ [6] معرفته إما بسيف و إما بسكين معه حتى قتله.

كان جنديا، و لم يكن يهوى فاطمة بل جارية لها:

قال محمد بن يزيد: و حدّثت عن محمد بن المهلّب أنه أنكر أن يكون أبو عيينة يهوى فاطمة، و قال: إنما كان جنديّا في عداد الشّطّار [7]، و كانت فاطمة من أنبل النساء و أسراهنّ، و إنما كان يتعشق جارية لها، و هذه الأبيات الّتي فيها الغناء من قصيدة له جيدة مشهورة من شعره، يقولها في فاطمة هذه أو جاريتها، و يكنى عنها بدنيا، فمما اختير منها قوله:


[1] من م، مد، مو.

[2] في م، أ، مو، مد «ابن أبي عيينة».

[3] في م، أ «لأهلها».

[4] في م، أ «جميلة».

[5] جراميزه «أطرافه. و في س. ب «جراميزة» تحريف.

[6] في م، أ «يجز».

[7] الشطار: جمع شاطر، و هو من أعيا أهله خبثا.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 20  صفحه : 266
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست