أخبرني بذلك الحسن بن عليّ
قال: حدّثنا محمد بن القاسم بن مهرويه، قال: حدّثني بعض الصيارف بالكرخ، و سماه،
قال:
كان حارس درب عون [1] يقال
له: المبارك، و كان يلبس ثيابا نظيفة سريّة، و يركب حمارا، فيطوف عليه السوق
بالليل و يكريه بالنهار، فإذا رآه من لا يعرفه ظنّ أنه من بعض التجار، و كان يصل
إليه في كل شهر من السّوق ما يسعه و يفضل عنه، و كانت له بنت من أجمل النساء، فمات
مبارك و حضره الناس، فلما أخرجت جنازته خرجت بنته هذه حاسرة بين يديه، فقال أبو
نواس فيها:
يا قمرا أبرزه مأتم
يندب شجوا بين أتراب
و ذكر الأبيات كلّها.
طلبت قطع صلته بها أياما
ففعل:
أخبرني محمد بن جعفر قال:
حدّثني أحمد بن القاسم عن أبي هفّان عن الجمّاز و اليؤيؤ/ و أصحاب أبي نواس أنّ
جنان وجّهت إليه: قد شهرتني، فاقطع زيارتك عنّي أياما لينقطع بعض القالة، ففعل، و
كتب إليها: