فإني و اللّه أحق بذلك
منه، فقلت: أنا أقول ذلك يا أمير المؤمنين، ثم دخلت إليه من غد فأنشدته قصيدتي:
/
لا بد من سكرة على طرب
لعل روحا يديل من كرب
حتى انتهيت إلى قولي:
أكرم بفرعين يجريان
به
إلى الإمام المنصور في النسب
فتبسّم، ثم قال لي: يا
تيمي قد أحسنت، و لكنه كما قيل: مرعى و لا كالسّعدان، ثم التفت إلى الفضل بن
الربيع فقال: بحياتي أو قر له زورقه مالا. فقال: نعم يا سيدي. فلما خرجت طالبت
الفضل بذلك، فقال: أنت مجنون؟ من أين لنا ما يملأ زورقك؟ ثم صالحني على مائة ألف
درهم.
يمدح الفضل بن يحيى
فيأمر له بخمسة آلاف درهم:
أخبرني وكيع قال: حدّثني
ابن إسحاق قال: حدّثني أبي قال:
كنت على باب الفضل بن
يحيى، فأتاني التيميّ الشاعر بقصيدة في قرطاس، و سألني أن أوصلها إلى الفضل، فنظرت
فيها ثم خرقت القرطاس، فغضب أبو محمد و قال لي: أ ما كفاك أن استخففت بحاجتي؟
منعتني أن أدفعها إلى غيرك. فقلت له: أنا خير لك من القرطاس، ثم دخلت إلى الفضل،
فلما تحدثنا قلت له: معي هدية و صاحبها بالباب؛ و أنشدته، فقال: كيف حفظتها؟ قلت:
الساعة دفعها إليّ على الباب، فحفظتها. فقال: دع ذا الآن. فقلت له: فأدخله، فأدخل،
فسأله عن القصة فأخبره. فقال: أنشدني شيئا من شعرك ففعل، و جعلت أردد أبياته، و
جعلت أشيّعها بالاستحسان، ثم خرج التيميّ فقلت: خذ في حاجة الرجل، فقال: أمّا إذا
عنيت به فقد أمرت له بخمسة آلاف درهم. فقلت له: أمّا إذ أقللتها فعجّلها، فأمر بها
فأحضرت. فقلت له: أ ليس لإعناتك إياي ثمن؟ قال: نعم.
قلت فهاته. قال: لا أبلغ
بك في الإعنات ما بلغت بالشاعر في المديح. فقلت: فهات ما شئت، فأمر بثلاثة آلاف
درهم، فضممتها إلى الخمسة الآلاف،/ و وجّهت بها إليه.
يسكر هو و أخوه و ابن عم
له، و ينظم في ذلك شعرا بعد انصرافهم:
و ذكر أحمد بن طاهر عن أبي
هفّان عن إسحاق قال: كان التيمي و أخوه أبو التّيّحان و ابن عم له يقال له:
قبيصة يشرون في حانة حتى
سكروا و انصرفوا من غد، فقال التيميّ يذكر ذلك و يتشوق مثله: