responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 20  صفحه : 239

قال: فأمر بإيصاله إليه، و رضي عنه و وصله.

يخشاه المخزومي أن ينشد شعرا في حضرته:

أخبرني الحسن بن عليّ قال: حدثنا ابن مهرويه قال: حدّثني أحمد بن مروان قال: حدّثني أبو سعيد المخزوميّ قال:

دخلت على حميد الطوسيّ، فأنشدته قصيدة مدحته بها و بين يديه رجل ضرير، فجعل لا يمرّ ببيت إلا قال:

أحسن قاتله اللّه! أحسن ويحه! أحسن للّه أبوه! أحسن أيها الأمير. فأمر لي حميد ببدرة، فلما خرجت قام إليّ البوابون، فقلت: كم أنتم؟ عرّفوني أولا من هذا المكفوف الّذي رأيته بين يدي الأمير؟ فقالوا: عليّ بن جبلة العكوّك فارفضضت عرقا. و لو علمت أنه عليّ بن جبلة لما جسرت على الإنشاد بين يديه.

لا يأذن له المأمون في مدحه إلّا بشرط، فيختار الإقالة:

أخبرني الحسن بن عليّ قال: حدثنا محمد بن القاسم بن مهرويه قال: حدثنا أحمد بن عبيد بن ناصح قال:

كلّم حميد الطوسيّ المأمون في أن يدخل عليه عليّ بن جبلة، فيسمع منه مديحا مدحه به، فقال: و أيّ شي‌ء يقوله فيّ بعد قوله في أبي دلف:

إنما الدنيا أبو دلف‌

بين مغزاه و محتضره‌

فإذا ولّى أبو دلف‌

ولّت الدنيا على أثره‌

/ و بعد قوله فيك:

يا واحد العرب الّذي‌

عزّت بعزته العرب‌

أحسن أحواله أن يقول فيّ مثل ما قاله في أبي دلف، فيجعلني نظيرا له. هذا إن قدر على ذلك و لم يقصر عنه، فخيّروه بين أن أسمع منه، فإن كان مدحه إياي أفضل من مدحه أبا دلف وصلته، و إلا ضربت عنقه أو قطعت لسانه، و بين أن أقيله و أعفيه من هذا و ذا. فخيّروه بذلك، فاختار الإقالة.

يمدح حميد الطوسي بخير من مدحه أبا دلف:

ثم مدح حميدا الطوسيّ، فقال له:

و ما عساك أن تقول فيّ بعد ما قلته في أبي دلف، فقال: قد قلت فيك خيرا من ذلك. قال: هات، فأنشده:

دجلة تسقي و أبو غانم‌

يطعم من تسقي من النّاس‌

النّاس جسم و إمام الهدى‌

رأس و أنت العين في الراس‌

فقال له حميد: قد أجدت، و لكن ليس هذا مثل ذلك، و وصله.

يرثي حميدا الطوسي:

قال أحمد بن عبيد، ثم مات حميد الطوسي، فرثاه عليّ بن جبلة، فلقيته، فقلت له: أنشدني مرثيتك حميدا، فأنشدني:

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 20  صفحه : 239
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست