responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 20  صفحه : 232

/

و فارقت البيض الخدور و أبرزت‌

عواطل حسرى بعده لا تقنّع‌

و أيقظ أجفانا و كان لها الكرى‌

و نامت عيون لم تكن قبل تهجع‌

و لكنه مقدار يوم ثوى به‌

لكل امرئ منه نهال و مشرع‌

و قد رأب اللّه الملا [1] بمحمد

و بالأصل ينمي فرعه المتفرع‌

أغرّ على أسيافه و رماحه‌

تقسّم أنفال الخميس و تجمع‌

حوى عن أبيه بذل راحته الندى‌

و طعن الكلى و الزاعبية [2] شرّع‌

و إنما ذكرت هذه القصيدة على طولها لجودتها و كثرة نادرتها، و قد أخذ البحتريّ أكثر معانيها فسلخه، و جعله في قصيدته اللتين رثى بهما أبا سعيد الثغري:

انظر إلى العلياء كيف تضام [3]

و:

بأي أسى تثنى الدموع الهوامل [4]

و قد أخذ الطائي أيضا بعض معانيها، و لو لا كراهة الإطالة لشرحت المواضع المأخوذة. و إذا تأمل ذلك منتقد بصير عرفه.

بلغ في مدح حميد الطوسي ما لم يبلغه في مدح غيره:

أخبرني عمي قال: حدثنا أحمد بن أبي طاهر قال: حدّثني أبو وائلة قال: قال رجل لعليّ بن جبلة:

ما بلغت في مديح أحد ما بلغته في مديحك حميدا الطوسيّ. فقال: و كيف لا أفعل و أدنى ما وصل إليّ منه أني أهديت له قصيدة في يوم نيروز فسرّ بها، و أمر أن يحمل إليّ كلّ ما أهدى له، فحمل إليّ ما قيمته مائتا ألف درهم، و أهديت له/ قصيدة في يوم عيد فبعث إليّ بمثل ذلك.

يصف جيشا ركب فيه حميد الطوسي و يمدحه:

قال أبو وائلة. و قد كان حميد ركب يوم عيد في جيش عظيم لم ير مثله، فقال عليّ بن جبلة يصف ذلك:

غدا بأمير المؤمنين و يمنه‌

أبو غانم غدو الندى [5] و السحائب‌

و ضاقت فجاج الأرض عن كل موكب‌

أحاط به مستعليا للمواكب‌

كأن سموّ النّقع و البيض [6] فوقهم‌

سماوة ليل قرّنت [7] بالكواكب‌


[1] مم، مو «الثأي»، و رأب الثأي: أصلح الفساد، و أصله من ثئي الخرز: إذا انخرم.

[2] الزاعبية: هي الرماح الّتي إذا هزت كانت كأن كعوبها يجري بعضها في بعض، أو المنسوبة إلى زاعب: بلد، أو رجل.

[3] ديوان البحتري 257، و عجزه‌

و مآتم الأحساب كيف تقام‌

[4] ديوانه 194، و عجزه‌

و ترجى زيال من جوى لا يزايل‌

[5] كذا في ب، س و في أ، ج «الردى».

[6] في ف «و البيض» بالنصب، و كلاهما صحيح.

[7] مو «حليت بالكواكب».

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 20  صفحه : 232
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست