ابن الخياط يستزير
الزبير ابن بكار في مرض موته ليجدد له عهدا:
أخبرني الحرميّ ابن أبي
العلاء و وكيع، قال الحرميّ قال الزبير، و قال وكيع قال الزبير بن بكار:
أرسل إليّ ابن الخيّاط
يقول: إني عليل [2] منذ كذا و كذا، و منزلي على طريقك إذا/ صدرت إلى الثّنية [3]،
و أنا أحب أن أجدّد بك عهدا، قال: فجعلته على طريقي، فوجدته على فرش مضرّبة [4]، و
حوله وسائد، و هو مسجّى، فكشف ابنه الثوب عن وجهه، و قال له: فديتك، هذا أبو عبد
اللّه. فقال له: أجلسني، فأجلسه و أسنده إلى صدره، فجعل يقول بنفس منقطع: بأبي أنت
و أمي! أموت منذ بضع عشرة ليلة ما دخل/ على قرشيّ غيرك و غير الزبير بن هشام و
إبراهيم بن المنذر و محمد بن عبد اللّه البكريّ، و لا و اللّه ما أعلم أحدا أحبّ
قريشا كحبي. قال زبير: و ذكر رجلا كان بيني و بينه خلاف فقال: لو كنت شابّا لفعلت
بأمّه كذا و كذا، لا يكنى. ثم قال:
و اللّه لو عادت بني
مصعب
حليلتي قلت لها: بيني
أو ولدي عن حبّهم
قصّروا
ضغطتهم بالرّغم و الهون
أو نظرت عيني خلافا
لهم
فقأتها عمدا بسكين
ثم أقبل على ابنه، فقال:
يا بنيّ أقول لك في أبي عبد اللّه ما قال ابن هرمة لابنه في الحسن بن زيد: