قال: فأشرع الفتى يده إليه
بشيء و جزّاه خيرا. قال يونس: فبادرت فأخذت بيد المرّي و قلت له: لا تعجل فإني قد
قلت شعرا أجود من شعره. قال أبي: ويلك يا يونس يا عاضّ بظر أمه! تحرمني؟ فقلت: دع
هذا عنك، فو اللّه لا تجوع امرأتي و تشبع امرأتك، فقلت ليونس: و من كانت امرأة
أبيك يومئذ؟ فقال: أمي، و جمعت و اللّه عقوقهما [3]. فقال لي المرّي/ أنشد فأنشدته:
قال: فقال الفتى لأبي: قد
وجب علينا من حقه مثل ما وجب علينا من حقك يا شيخ؛ و استظرف ما جرى بيني و بين
أبي، و قسم الدنانير بيننا، و كانت خمسين دينارا.
ابنه يعصر حلقه فيعترف
لمنقذه بأن عق أباه من قبله:
أخبرني الحسن بن عليّ قال:
حدثنا محمد بن موسى بن حماد قال: حدّثني الزبير قال:
مرّ رجل بيونس بن عبد
اللّه بن الخياط- و هو يعصر حلق أبيه و كان عاقّا به- فقال له: ويلك أ تفعل هذا
بأبيك؟
و خلّصه من يده، ثم أقبل
على الأب يعزّيه و يسكّن منه، فقال له الأب: يا أخي لا تلمه، و اعلم أنه ابني
حقّا. و اللّه لقد خنقت أبي في هذا الموضع الّذي خنقني فيه. فانصرف عنه الرجل و هو
يضحك.