ما رأيت كثلاثة رجال كانوا
يأكلون النّاس أكلا، حتى إذا رأوا ثلاثة رجال ذابوا كما يذوب الرّصاص على النّار:
كان هشام بن الكلبيّ علّامة نسّابة و راوية للمثالب عيّابة، فإذا رأى الهيثم بن
عديّ ذاب كما يذوب الرّصاص، و كان عليّ بن الهيثم جونقا مفقعا [3] نيّا صاحب تقعّر
يستولي على كل كلام، لا يحفل بخطيب و لا شاعر، فإذا رأى موسى الضّبيّ/ ذاب كما
يذوب الرّصاص، و كان علّوية واحد الناس في الغناء رواية و حكاية و دراية و صنعة و
جودة ضرب و أضراب و حسن خلق، فإذا رأى مخارقا ذاب كما يذوب الرّصاص على النار.
حج في السنة التي حجت
فيها أم جعفر بسبب جاريتها بهار
أخبرني عليّ بن عبد العزيز
الكاتب، عن ابن خرداذبه قال:
هوي مخارق جارية لأمّ
جعفر، فحجّ في السنة التي حجت فيها أمّ جعفر بسبب الجارية، فقال أحمد بن هشام فيه:
يحجّ النّاس من برّ و
تقوى
و حجّ أبي المهنّا للتّصابي
وهب المعتصم دار مخارق
ليونازة خليفة الأفشين فقال عيسى ابن زينب شعرا في ذلك
قال: و كان المعتصم قد وهب
دار مخارق لمّا قدم بغداد ليونازة خليفة الأفشين، فقال عيسى ابن زينب في ذلك: