responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 18  صفحه : 439

و ما كنت حجّاما و لكن أحلّني‌

بمنزلة الحجّام نأيي عن الأصل [1]

فقال الحصين: و اللّه لقد أساء إلينا أمير المؤمنين في صاحبنا مرّتين، إحداهما أنه هرب إليه فلم يجره، و أخرى أنّه أمر بعذابه غير مراقب لنا فيه، و قال يزيد بن أسد: إنّي لأظن أنّ طاعتنا ستفسد و يمحوها ما فعل [2] بابن مفرّغ، و لقد تطلّع من نفسي شي‌ء، للموت أحبّ إليّ منه. و قال مخرمة بن شرحبيل: أيها الرّجلان، اعقلا فإنه لا معاوية لكما [3]، و اعرفا أنّ صاحبكما لا تقدح فيه الغلظة، فاقصدا التّضرّع، فركب القوم إلى دمشق/ و قدموا على يزيد بن معاوية، و قد سبقهم الرّجل، فنادى بذلك الشّعر يوم الجمعة على درج مسجد دمشق، فثارت اليمانية و تكلّموا، و مشى بعضهم إلى بعض، و قدم وفد القرشيّين في أمره مع طلحة الطّلحات، فسبقوا القرشيّين، و دخلوا على يزيد بن معاوية، فتكلم الحصين بن نمير، فذكر بلاءه و بلاء قومه و طاعتهم، و قال: يا أمير المؤمنين، إنّ الذي أتاه ابن زياد إلى صاحبنا، لا قرار عليه، و قد سامنا عبيد اللّه و عبّاد خطّة خسف، و قلّدانا قلادة عار، فأنصف/ كريمنا من صاحبه، فو اللّه لئن قدرنا لنعفونّ، و لئن ظلمنا لننتصرنّ. و قال يزيد بن أسد: يا أمير المؤمنين، إنّا لو رضينا بمثلة ابن زياد بصاحبنا و عظيم ما انتهك منه، لم يرض اللّه عزّ ذكره بذلك [4] و لئن تقرّبنا إليك بما يسخط اللّه ليباعدنّنا اللّه منك، و إن يمانيّتك قد نفرت لصاحبها نفرة طار غرابها، و ما أدري متى يقع، و كلّ نائرة [5] تقدح في الملك و إن صغرت لم يؤمن أن تكبر، و إطفاؤها خير من إضرامها لا سيما إذا كانت في أنف لا يجدع، و يد لا تقطع، فأنصفنا من ابني زياد [6].

و قال مخرمة بن شرحبيل، و كان متألّها عظيم الطاعة في أهل اليمن: إنه لا يد تحجزك [7] عن هواك، و لو مثّلت بأخينا و تولّيت ذلك منه بنفسك لم يقم فيه قائم و لم يعاتبك فيه معاتب، و لكنّ ابني زياد استخفّانا [8] بما يثقل عليك من حقّنا،/ و تهاونا بما تكرمه منّا، و أنت بيننا و بين اللّه، [9] و نحن بينك و بين الناس [9]، فأنصفنا من صاحبيك، و لينفعنا بلاؤنا عندك.

فقال يزيد: إنّ صاحبكم أتى عظيما؛ نفى زيادا من أبي سفيان، و نفى عبّادا و عبيد اللّه من زياد، و قلّدهم طوق الحمامة، و ما شجّعه على ذلك إلا نسبه فيكم، و حلفه في قريش، فأمّا إذ بلغ الأمر ما أرى، و أشفى بكم على ما أشفى، فهو لكم، و عليّ رضاكم.

وفد القرشيين يقابل يزيد بن معاوية

قال: و انتهى القرشيّون إلى الحاجب فاستأذن لهم، و قال لليمانيّين: قد أتتكم برى الذهب من أهل العراق،


[1] ف «الأهل».

[2] ف «ما صنع».

[3] يشير إلى حلم معاوية الذي مات، و غضب يزيد.

[4] ف «لم يرض اللّه عمّن رضي بذلك».

[5] النائرة: العداوة و الشحناء.

[6] ف «ابن زياد».

[7] في ب، مد «إنه لا يدع تحجزك عن هواك دون اللّه و لو مثلت ... الخ».

[8] ف «استخفا بما يثقل عليك من حقنا».

(9- 9) التكملة من ف.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 18  صفحه : 439
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست