responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 18  صفحه : 422

يذكر حفر نهر و يمدح الرشيد

أخبرني محمد بن جعفر، قال: حدثني محمد بن موسى بن حمّاد، قال: أخبرني أبو عبد اللّه النّخعيّ، قال:

أمر الرّشيد بحفر نهر لبعض أهل السّواد، و قد كان خرب و بطل ما عليه، فقال أشجع السّلميّ يمدحه:

أجرى الإمام الرّشيد نهرا

عاش بعمرانه الموات‌

جاد عليه بريق فيه‌

و سرّ مكنونه الفرات‌

ألقمه درّة لقوحا

يرضع أخلافها النّبات [1]

حلم الرشيد حلما مزعجا و مات بعده فرثاه أشجع‌

أخبرني جحظة، قال: حدّثني ميمون بن هارون، قال:

/ رأى الرّشيد فيما يرى النّائم كأنّ امرأة وقفت عليه و أخذت كفّ تراب ثم قالت له: هذه تربتك عن قليل، فأصبح فزعا، و قصّ رؤياه، فقال له أصحابه: و ما هذا؟ قد يرى النّاس أكثر ممّا رأيت و أغلظ ثم لا يضرّ. فركب و قال: و اللّه إنّي لأرى الأمر قد قرب، فبينا هو يسير إذ نظر إلى امرأة واقفة من وراء شبّاك حديد تنظر إليه، فقال:

هذه و اللّه المرأة التي رأيتها، و لو رأيتها بين ألف امرأة [2] ما خفيت عليّ،/ ثم أمرها أن تأخذ كفّ تراب فتدفعه إليه، فضربت بيدها إلى الأرض التي كانت عليها فأعطته منها كفّ تراب، فبكى ثم قال: هذه و اللّه التّربة التي أريتها، و هذه المرأة بعينها. ثم مات بعد مدّة، فدفن في ذلك الموضع بعينه، اشتري له و دفن فيه، و أتى نعيه بغداد، فقال أشجع يرثيه:

غربت بالمشرق الشّمس فقل للعين تدمع‌

ما رأينا قطّ شمسا

غربت من حيق تطلع‌

يتغزل في جارية حرب الثقفي و يذمه‌

أخبرني عمّي، قال: حدّثنا محمد بن موسى، قال: حدّثنا عبد اللّه بن أبي سعد، قال: حدثني محمد بن عبد اللّه بن مالك، قال:

كان حرب بن عمرو الثّقفيّ نخّاسا، و كانت له جارية مغنّية، و كان الشعراء و الكتّاب و أهل الأدب ببغداد يختلفون إليها يسمعونها، و ينفقون في منزله النّفقات الواسعة، و يبرّونه و يهدون إليه، فقال أشجع:

جارية تهتزّ أرادفها

مشبعة الخلخال و القلب [3]

أشكو الذي لاقيت من حبّها

و بغض مولاها إلى الرّبّ‌

من بغض مولاها و من حبّها

سقمت بين البغض و الحبّ‌

/ فاختلجا في الصدر حتى استوى‌

أمرهما فاقتسما قلبي‌

تعجّل اللّه شفائي بها

و عجّل السّقم إلى حرب‌


[1] في ب، مد «أخلافه». و الدّرّة: اللّبن أو كثرته، و الأخلاف جمع خلف: حلمة ضرع الناقة.

[2] في ب، مد، ما «و لو رأيتها ألف مرة ما خفيت»!.

[3] القلب: سوار المرأة.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 18  صفحه : 422
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست