responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 18  صفحه : 415

قال: لأنه سألني بحقّ اللّه و بحقّ رسوله و قرابته منه و منك، و حلف لي أنّه لا يحدث حدثا، و أنه يجيبني متى طلبته.

فأطرق ساعة، ثم قال: امض بنفسك في طلبه حتى تجيئني به و اخرج الساعة، فخرج. قال: فدخلت عليه مهنّئا بالسّلامة فقلت له: ما رأيت أثبت من جنانك و لا أصحّ من رأيك فيما جرى،. و أنت و اللّه كما قال أشجع:

بديهته و فكرته سواء

إذا ما نابه الخطب الكبير

و أحزم ما يكون الدّهر رأيا

إذا عيّ المشاور و المشير

و صدر فيه للهمّ اتّساع‌

إذا ضاقت بما تحوي الصّدور

فقال الفضل: انظروا كم أخذ أشجع على هذه القصيدة، فاحملوا إلى أبي محمد مثله. قال: فوجده قد أخذ ثلاثين ألف درهم، فحملت إليّ.

يرثي صديقا له من بغداد

أخبرني الحسين بن القاسم الكوكبيّ إجازة، قال: حدثني محمد بن عجلان، قال: حدّثنا ابن خلّاد، عن حسين الجعفيّ، قال:

كان أشجع إذا قدم بغداد ينزل على صديق له من أهلها، فقدمها مرّة فوجده قد مات، و النوح و البكاء في داره، فجزع لذلك و بكى، و أنشأ يقول:

ويحها هل درت على من تنوح‌

أ سقيم فؤادها أم صحيح!

قمر أطبقوا عليه ببغدا

د ضريحا، ما ذا أجنّ الضّريح!

رحم اللّه صاحبي و نديمي‌

رحمة تغتدي و أخرى تروح‌

و هذه القصيدة التي فيها الأبيات المذكورة و الغناء فيها، من قصيدة يمدح بها أشجع الرّشيد و يهنّئه بفتح هرقلة، و قد مدحه بذلك و هنّأه جماعة من الشّعراء و غنّي في جميعها، فذكرت خبر فتح هرقلة لذكر ذلك.

سبب غزاة الرشيد هرقلة

أخبرني بخبره عليّ بن سليمان الأخفش، قال: حدّثنا محمد بن يزيد، قال:

كان من خبر غزاة الرّشيد هرقلة أن الرّوم كانت قد ملّكت امرأة، لأنه لم يكن بقي في أهل زمانها من أهل بيتها [1]- بيت المملكة- غيرها، و كانت تكتب إلى المهديّ و الهادي و الرّشيد أوّل خلافته بالتّعظيم و التّبجيل، و تدرّ عليه الهدايا، حتى بلغ ابن لها فحاز الملك دونها، و عاث و أفسد، و فاسد الرّشيد، فخافت على ملك الرّوم أن يذهب، و على بلادهم أن تعطب؛ لعلمها بالرّشيد و خوفها من سطوته، فاحتالت لابنها فسملت عينيه [2]، فبطل منه الملك و عاد إليها، فاستنكر ذلك أهل المملكة و أبغضوها من أجله، فخرج عليها نقفور و كان كاتبها، فأعانوه و عضّدوه، و قام بأمر الملك و ضبط أمر الرّوم، فلمّا قوي على أمره و تمكّن من ملكه كتب إلى الرّشيد:

كتاب نقفور إلى الرشيد

«من نقفور ملك الرّوم إلى الرّشيد ملك العرب، أما بعد؛ فإنّ هذه المرأة كانت وضعتك و أباك و أخاك موضع‌


[1] ف «... بقي في زمانها من أهل بيتها ... الخ».

[2] سملت عينيه: فقأتهما بحديدة محماة.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 18  صفحه : 415
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست