قال: فأنشدها أشجع الفضل،
و حدّثه بالقصّة، فوصل أخاه و جاريته و وصله.
و قال أحمد بن الحارث:
فقيل لأحمد بن عمرو أخي أشجع: ما لك لا تمدح الملوك كما يمدحهم أخوك؟
فقال: إن أخي بلاء عليّ و
إن كان فخرا، لأنّي [2] لا أمدح أحدا ممّن يرضيه دون شعري و يثيب عليه بالكثير من
الثّواب [3] إلا قال: أين هذا من قول أشجع؟ فقد امتنعت من مدح أحد لذلك.
أحمد أخو أشجع يهجوه
قال أحمد بن الحارث: و قال
أحمد بن عمرو يهجو أخاه أشجع، و قد كان أحمد مدح محمد بن جميل بشعر قاله فيه، فسأل
أخاه أشجع إيصاله، و دفع القصيدة إليه فتوانى عن ذلك، فقال يهجوه- أخبرني بذلك
أحمد بن محمد بن جميل-:
و سائلة لي: ما أشجع؟
فقلت: يضر و لا ينفع
قريب من الشّرّ واع
له
أصمّ عن الخير ما يسمع
بطيء عن الأمر أحظى
به
إلى كل ما ساءني مسرع
شرود الوداد على
قربه
يفرّق منه الذي أجمع
أسبّ بأنّي شقيق له
فأنفي به أبدا أجدع
الفضل بن يحيى يطرب لشعر
أشجع و يكافئ منشده
أخبرني جعفر بن قدامة،
قال: حدّثنا حمّاد بن إسحاق، عن أبيه، قال:
دخلت على الفضل بن يحيى و
قد بلغ الرشيد إطلاقه يحيى بن عبد اللّه/ بن حسن، و قد كان أمره بقتله/ فلم يظهر
له أنه بلغه إطلاقه [4]، فسأله عن خبره: هل قتلته؟ فقال: لا، فقال له: فأين هو؟
قال: أطلقته، قال: و لم؟