أبا ظبية الوعساء بين جلاجل
و بين النّقا آنت أم أمّ سالم!
و قال مسعود [1]:
فلو تحسن التشبيه و النعت لم تقل
لشاة النّقا آنت أم أمّ سالم
جعلت لها قرنين فوق قصاصها [2]
و ظلفين مسودّين تحت القوائم
و قال [3] ذو الرمة [4]:
هي الشّبه لو لا مذرواها و أذنها
سواء و لو لا مشقة في القوائم [5]
و كان طفيليا
و كان ذو الرمّة كثيرا ما يأتي الحضر فيقيم بالكوفة و البصرة، و كان طفيليّا.
أخبرني أحمد بن عبد العزيز، قال: حدثني الحسن بن عليّ، قال: حدثني ابن [6] سعيد الكنديّ، قال:
سمعت ابن عيّاش يقول:
حدثني من رأى ذا الرمّة طفيليّا يأتي العرسات [7].
بعض صفاته
نسخت من كتاب محمد بن داود بن الجرّاح: حدثني هارون بن الزيات، قال: أخبرني محمد بن صالح العدويّ، قال: قال زرعة بن أذبول:
كان ذو الرمّة مدوّر الوجه، حسن الشّعرة جعدها، أقنى، أنزع، خفيف العارضين، أكحل، حسن الضحك [8]، مفوّها، إذا كلمك كلّمك أبلغ الناس، يضع لسانه حيث يشاء.
قال حمّاد بن إسحاق: حدثني إدريس بن سليمان بن يحيى بن أبي حصفة، عن عمته عافية و غيرها من أهله:
أنهم رأوا ذا الرمّة باليمامة عند المهاجر بن عبد اللّه شيخا أجنأ [9] سناطا [10] متساقطا.
و قال هارون [11] بن الزيات: حدثني عليّ بن أحمد الباهليّ، قال: حدثني ربيح النميريّ، قال:
اجتمع الناس مرة و تحلّقوا على ذي الرمة، و هو ينشدهم، فجاءت أمه فاطّلعت من بينهم فإذا رجل قاعد و هو
[1] ف «فقال له مسعود».
[2] قصاص الشعر: حيث تنتهي نبتته من مقدمه أو مؤخره. ( «القاموس»).
[3] ف «فقال».
[4] «ديوانه» 622.
[5] «الديوان»: «إلا مدرييها و أذنها ... و إلا مشقة، و في أ: ... إلا مذرييها»، و المذروان من الرأس: ناحيتاه. و المدري: القرن.
و المشقة: الرقة أو فرجة في قوائمها.
[6] ف «حدثني علي بن سعيد».
[7] العرسات: جمع عرس، بالضم و بضمتين: طعام الوليمة.
[8] ج «حسن المضحك».
[9] الأجنأ: من يشرف كاهله على صدره.
[10] السناط، بالكسر و الضم: الخفيف العارض، أو الذي لا لحية له أصلا.
[11] ج «هارون بن محمد بن عبد الملك الزيات».