قال أبو عمرو الشيبانيّ في
خبره: ثم أتى حاتم ابن عم له يقال له: وهم ابن عمرو، و كان حاتم يومئذ مصارما له
لا يكلّمه، فقالت له امرأته: أي وهم، هذا و اللّه أبو سفّانة حاتم قد طلع، فقال:
ما لنا و لحاتم! أثبتي النظر، فقالت: ها هو، قال: ويحك هو لا يكلّمني، فما جاء به
إليّ؟ فنزل حتى سلّم عليه و ردّ سلامه و حيّاه، ثم قال له:
ما جاء بك يا حاتم؟ قال:
خاطرت على حسبك و حسبي، قال: في الرّحب و السّعة، هذا مالي- قال: و عدّته يومئذ
تسعمائة بعير- فخذها مائة مائة حتى تذهب الإبل أو تصيب ما تريد. فقالت امرأته:/ يا
حاتم، أنت تخرجنا من مالنا، و تفضح صاحبنا- تعني زوجها- فقال: اذهبي عنك؛ فو اللّه
ما كان الذي غمّك ليردّني عما قبلي. و قال حاتم [5]:
قالوا: ثم قال إياس بن
قبيصة: احملوني إلى الملك، و كان به نقرس، فحمل حتى أدخل عليه، فقال: أنعم صباحا
أبيت اللعن، فقال النعمان: و حيّاك إلهك، فقال إياس: أتمدّ أختانك بالمال و الخيل،
و جعلت بني ثعل في قعر الكنانة! أظنّ أختانك أن يصنعوا بحاتم كما صنعوا بعامر بن
جوين [8]، و لم يشعروا [9] أنّ بني حيّة بالبلد؛ فإن شئت و اللّه ناجزناك حتى يسفح
الوادي دما، فليحضروا مجادهم غدا بمجمع العرب.
فعرف النعمان الغضب في
وجهه و كلامه، فقال له النعمان: يا أحلمنا لا تغضب؛ فإني سأكفيك.