responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 17  صفحه : 238

فقال: يا ابن عم، أعنّي على مخايلتي [1]. قال: و المخايلة المفاخرة، ثم أنشد [2]:

يا مال إحدى خطوب الدّهر قد طرقت‌

يا مال ما أنتم عنها بزحزاح‌

يا مال جاءت حياض الموت واردة

من بين غمر فخضناه و ضحضاح [3]

فقال له مالك: ما كنت لأحرب نفسي و لا عيالي و أعطيك مالي.

فانصرف عنه، و قال مالك في ذلك قوله:

إنّا بنو عمّكم لا أن نباعلكم‌

و لا نجاوركم إلّا على ناح [4]

و قد بلوتك إذ نلت الثراء فلم‌

ألقك بالمال إلّا غير مرتاح‌

قال أبو عمرو الشيبانيّ في خبره: ثم أتى حاتم ابن عم له يقال له: وهم ابن عمرو، و كان حاتم يومئذ مصارما له لا يكلّمه، فقالت له امرأته: أي وهم، هذا و اللّه أبو سفّانة حاتم قد طلع، فقال: ما لنا و لحاتم! أثبتي النظر، فقالت: ها هو، قال: ويحك هو لا يكلّمني، فما جاء به إليّ؟ فنزل حتى سلّم عليه و ردّ سلامه و حيّاه، ثم قال له:

ما جاء بك يا حاتم؟ قال: خاطرت على حسبك و حسبي، قال: في الرّحب و السّعة، هذا مالي- قال: و عدّته يومئذ تسعمائة بعير- فخذها مائة مائة حتى تذهب الإبل أو تصيب ما تريد. فقالت امرأته:/ يا حاتم، أنت تخرجنا من مالنا، و تفضح صاحبنا- تعني زوجها- فقال: اذهبي عنك؛ فو اللّه ما كان الذي غمّك ليردّني عما قبلي. و قال حاتم [5]:

إلا أبلغا وهم بن عمرو رسالة

فإنك أنت المرء بالخير أجدر

رأيتك أدنى الناس منّا قرابة [6]

و غيرك منهم كنت أحبو و أنصر

إذا ما أتى يوم يفرّق بيننا

بموت فكن يا وهم ذو يتأخّر

ذو في لغة طيئ [7]: الذي.

قالوا: ثم قال إياس بن قبيصة: احملوني إلى الملك، و كان به نقرس، فحمل حتى أدخل عليه، فقال: أنعم صباحا أبيت اللعن، فقال النعمان: و حيّاك إلهك، فقال إياس: أتمدّ أختانك بالمال و الخيل، و جعلت بني ثعل في قعر الكنانة! أظنّ أختانك أن يصنعوا بحاتم كما صنعوا بعامر بن جوين [8]، و لم يشعروا [9] أنّ بني حيّة بالبلد؛ فإن شئت و اللّه ناجزناك حتى يسفح الوادي دما، فليحضروا مجادهم غدا بمجمع العرب.

فعرف النعمان الغضب في وجهه و كلامه، فقال له النعمان: يا أحلمنا لا تغضب؛ فإني سأكفيك.


[1] أ «مخابلتي»، بالباء تحريف.

[2] ديوانه 31.

[3] ف «بضحضاح». و الغمر: الماء الكثير، و الضحضاح: الماء اليسير.

[4] في «اللسان» باعل القوم قوما آخرين مباعلة و بعالا: تزوج بعضهم إلى بعض. و ناح: يريد ناحية.

[5] ديوان حاتم 31.

[6] ف «... أدنى الناس مني ...».

[7] ف «ذو لغة أهل اليمن: الذي».

[8] ف «بن حر».

[9] ف «و لا يشعرون».

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 17  صفحه : 238
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست