responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 17  صفحه : 237

خرج الحكم بن أبي العاصي بن أمية بن عبد شمس، و معه عطر يريد الحيرة [1]، و كان بالحيرة سوق يجتمع إليه الناس كل سنة. و كان النعمان بن المنذر قد جعل لبني لأم بن عمرو بن طريف بن عمرو بن ثمامة بن مالك بن جدعان بن ذهل بن رومان بن حبيب بن خارجة بن سعد بن قطنة بن طيئ ربع الطريق طعمة لهم؛ و ذلك لأنّ بنت سعد بن حارثة بن لأم كانت عند النعمان، و كانوا أصهاره، فمرّ الحكم بن أبي العاصي بحاتم بن عبد اللّه، فسأله الجوار في أرض طيئ حتى يصير إلى الحيرة، فأجاره، ثم أمر حاتم بجزور فنحرت، و طبخت أعضاء، فأكلوا، و مع حاتم ملحان بن حارثة بن سعد بن الحشرج و هو ابن عمه، فلما فرغوا من الطعام طيّبهم الحكم من طيبة ذلك.

فمرّ حاتم بسعد بن حارثة بن لأم، و ليس مع حاتم من بني أبيه غير ملحان، و حاتم على راحلته، و فرسه تقاد، فأتاه بنو لأم فوضع حاتم سفرته و قال: اطعموا حيّاكم اللّه، فقالوا: من هؤلاء معك يا حاتم؟ قال: هؤلاء جيراني، قال له سعد: فأنت تجير علينا في بلادنا؟ قال له: أنا ابن عمّكم و أحقّ من لم تخفروا ذمته، فقالوا: لست هناك. و أرادوا أن يفضحوه كما فضح عامر بن جوين [2] قبله، فوثبوا إليه، فتناول سعد بن حارثة بن لأم/ حاتما، فأهوى له حاتم بالسيف فأطار أرنبة أنفه، و وقع الشرّ حتى تحاجزوا، فقال حاتم في ذلك [3]:

وددت و بيت اللّه لو أنّ أنفه‌

هواء فما متّ [4] المخاط عن العظم‌

و لكنّما لاقاه سيف ابن عمّه‌

فآب و مرّ السّيف منه على الخطم [5]

فقالوا لحاتم: بيننا و بينك سوق الحيرة فنماجدك [6] و نضع الرّهن، ففعلوا، و وضعوا تسعة أفراس هنا على يدي رجل من كلب يقال له: امرؤ القيس بن عديّ بن أوس بن جابر بن كعب بن عليم بن جناب، و هو جدّ سكينة بنت الحسين بن عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليهما، و وضع حاتم فرسه. حتى خرجوا حتى انتهوا إلى الحيرة، و سمع بذلك إياس بن قبيصة الطائيّ، فخاف أن يعينهم النعمان بن المنذر يقوّيهم بماله و سلطانه؛ للصّهر الذي بينهم و بينه، فجمع إياس رهطه من بني حية، و قال: يا بني حيّة، إنّ هؤلاء القوم قد أرادوا أن يفضحوا ابن عمكم في مجاده، أي مماجدته [7] فقال رجل من بني حية [8]: عندي مائة ناقة سوداء و مائة ناقة حمراء أدماء، و قام آخر فقال: عندي عشرة حصن، على كل حصان منها فارس مدجّج لا يرى منه إلّا عيناه. و قال حسان بن جبلة [9] الخير: قد علمتم أنّ أبي قد مات و ترك كلّا/ كثيرا، فعليّ كلّ خمر أو لحم أو طعام ما أقاموا في سوق الحيرة. ثم قام إياس فقال: عليّ مثل جميع ما أعطيتم كلكم.

/ قال: و حاتم لا يعلم بشي‌ء مما فعلوا، و ذهب حاتم إلى مالك بن جبار، ابن عمّ له بالحيرة كان كثير المال،


[1] ديوان حاتم «و معه عير له يريد العراق».

[2] ف «بن حر»، و المثبت يوافق ما في باقي النسخ و الديوان.

[3] ديوانه 30.

[4] متّ العظم متّا: سال ما فيه من الودك.

[5] الخطم: مقدم الفم و الأنف.

[6] هامش أ «تماجد القوم فيما بينهم، و ماجدته، أمجده؛ أي غلبته بالمجد».

[7] أ، ح «أي بمماجدته».

[8] ف «فقام رجل ... فقال: عندي».

[9] ف «بن حنظلة الخير».

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 17  صفحه : 237
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست