responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 17  صفحه : 236

أحسن إليكم فكان لكم الفضل عليّ، و أنا أعاهد اللّه أن أضرب عراقيب إبلي عن آخرها أو تقدموا [1] إليها فتقتسموها. ففعلوا، فأصاب الرجل تسعة و تسعين بعيرا [2]، و مضوا على سفرهم إلى النعمان. و إن أبا حاتم سمع بما فعل، فأتاه، فقال له: أين الإبل؟ فقال: يا أبت؛ طوّقتك بها طوق الجمامة مجد الدهر، و كرما لا يزال الرجل يحمل بيت شعر أثنى به علينا عوضا من إبلك.

فلما سمع أبوه ذلك قال: أ بإبلي فعلت ذلك! قال: نعم، قال: و اللّه لا أساكنك أبدا. فخرج أبوه بأهله، و ترك حاتما، و معه جاريته و فرسه و فلوها، فقال يذكر تحوّل أبيه عنه [3]:

/

و إني لعفّ الفقر مشترك الغنى‌

و تارك شكل [4] لا يوافقه شكلي‌

و شكلي شكل لا يقوم لمثله‌

من الناس إلّا كلّ ذي نيقة مثلي [5]

و أجعل مالي دون عرضي جنّة

لنفسي و أستغني بما كان من فضلي‌

و ما ضرّني أن سار سعد بأهله‌

و أفردني في الدار ليس معي أهلي‌

سيكفي ابتنائي المجد سعد بن حشرج‌

و أحمل عنكم كلّ ما ضاع من ثقل [6]

و لي مع بذل المال في المجد صولة

إذا الحرب أبدت عن نواجذها العصل [7]

و هذا شعر يدلّ على أنّ جدّه صاحب هذه القصة معه لا أنها قصة أبيه. و هكذا ذكر يعقوب بن السكيت، و وصف أنّ أبا حاتم هلك و حاتم صغير، فكان في حجر جدّه سعد بن الحشرج، فلما فتح يده بالعطاء و أنهب ماله ضيّق عليه جدّه و رحل عنه بأهله، و خلّفه في داره،/ فقال يعقوب خاصة:

فبينا حاتم يوما بعد أن أنهب ماله و هو نائم إذ انتبه، و إذا [8] حوله مائتا بعير أو نحوها تجول و يحطم بعضها بعضا، فساقها إلى قومه، فقالوا: يا حاتم، أبق على نفسك فقد رزقت مالا، و لا تعودنّ إلى ما كنت عليه من الإسراف، قال: فإنها نهبى [9] بينكم، فانتهبت، فأنشأ حاتم يقول:

/

تداركني مجدي بسفح متالع‌

فلا ييأسن ذو نومة أن يغنّما [10]

قال: و لم يزل حاتم على حاله في إطعام الطعام و إنهاب ماله حتى مضى لسبيله.

حاتم و بنو لأم‌

قال ابن الأعرابيّ، و يعقوب بن السكّيت، و سائر من ذكرنا من الرّواة:


[1] ف و المختار و الديوان 84 «أو تقوموا إليها».

[2] ف و الديوان و المختار «تسعة و ثلاثين بعيرا».

[3] ديوانه 6.

[4] الديوان «و ودك شكل».

[5] النيقة، من قولهم: تنيق في مأكله و ملبسه: تجوّد و بالغ، كتنوق، و الاسم النيقة، بالكسر. و في الديوان «إلا كل ذي خلق مثلي».

[6] كذا في ف، ج. و في أ، ب «من نفل»، و في الديوان «ما حل من أزلي»، و الأزل: الضيق.

[7] النواجذ: أقصى الأضراس، و العصل: المعوجة في صلابة، جمع أعصل، و هو كناية عن اشتداد الحرب.

[8] كذا في أ، ب، و في ف «و وهبه و هو نائم».

[9] النهبى: كل ما انتهب.

[10] ديوانه 52، و في ف «تداركني جدي».

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 17  صفحه : 236
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست