فلما فرغ من إنشاده التفت
النعمان إلى الربيع شزرا يرمقه، فقال:/ أ كذا أنت؟ قال: لا، و اللّه، لقد كذب عليّ
ابن الحمق اللئيم. فقال النعمان: أفّ لهذا الغلام، لقد خبّث عليّ طعامي. فقال:
أبيت اللعن، أما إني لقد فعلت بأمّه. فقال لبيد: أنت لهذا الكلام أهل، و هي من
نساء غير فعل [7]، و أنت المرء فعل هذا بيتيمة في حجره.
فأمر النعمان ببني جعفر
فأخرجوا. و قام الرّبيع فانصرف إلى منزله، فبعث إليه النعمان بضعف ما كان يحبوه
به، و أمره بالانصراف إلى أهله.
و كتب إليه الربيع: إني قد
تخوّفت أن يكون قد وقر في صدرك ما قاله لبيد، و لست برائم حتى تبعث من يجرّدني
فيعلم من حضرك من الناس أنّي لست كما قال. فأرسل إليه: إنك لست صانعا بانتفائك
ممّا قال لبيد شيئا، و لا قادرا على ما زلّت به الألسن، فالحق بأهلك. فقال الربيع
[8]:
[1]
أم البنين؛ هي ليلى بنت عامر. قال
المرتضى: هي بنت عمرو بن عامر بن ربيعة، و كانت تحت مالك بن جعفر، فولدت له عامر
بن مالك، و طفيل بن مالك، و ربيعة بن مالك، و معاوية بن مالك.