فإني أتخوف أن تنتزعني سعد
و الرّباب منه، فضمن له مائة من الإبل، و أرسل إلى بني الحارث، فوجهوا بها إليه،
فقبضها العبشميّ، فانطلق به إلى الأهتم، و أنشأ عبد يغوث يقول:
فمشت سعد و الرّباب فيه.
فقالت الرباب: يا بني سعد، قتل فارسنا و لم يقتل لكم فارس مذكور، فدفعه الأهتم
إليهم، فأخذه عصمة بن أبير [2] التيميّ، فانطلق به إلى منزله، فقال عبد يغوث: يا
بني تيم، اقتلوني قتلة كريمة.
فقال له عصمة: و ما تلك
القتلة؟ قال: اسقوني الخمر، و دعوني أنح على نفسي، فقال له عصمة: نعم. فسقاه
الخمر، ثم قطع له عرقا يقال له الأكحل، و تركه ينزف، و مضى عنه عصمة، و ترك مع
ابنين له، فقالا: جمعت أهل اليمن و جئت لتصطلمنا، فكيف رأيت اللّه صنع بك؟ فقال
عبد يغوث في ذلك:
[4]
عرضت: أتيت العروض، و هي مكة و
المدينة و ما حولهما.
[5]
الكلاب، بضم الكاف: اسم موضع كانت فيه
الموقعة، قال البكري: و هو قدة بعينها، أعلاه مما يلي اليمن، و أسفله مما يلي
العراق.
[6]
النهدة: المرتفعة. و الحو من الخيل:
التي تضرب إلى الخضرة، و إنما خص الحو، لأنه يقال إنها أصبر الخيل و أخفها عظاما إذا
عرقت لكثرة الجري.
[7]
قال ابن السيد: قوله «كأن لم ترى»: رجوع من
الإخبار إلى الخطاب. و يروي على الإخبار، و في إثبات الألف وجهان: أحدهما: أن يكون
ضرورة. و الثاني: أن يكون على لغة من قال «راء» مقلوب «رأي». فجزم، فصار «ترأ»، ثم خفف الهمزة،
فقلبها ألفا، لانفتاح ما قبلها: و هذه لغة مشهورة.
[8]
ف: من لسانيا. و النسعة: سير منسوج. و
في شد اللسان بها قولان: الأول: أن هذا مثل، لأن اللسان لا يشد بنسعة، و إنما
أراد: