responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 16  صفحه : 490

فإني أتخوف أن تنتزعني سعد و الرّباب منه، فضمن له مائة من الإبل، و أرسل إلى بني الحارث، فوجهوا بها إليه، فقبضها العبشميّ، فانطلق به إلى الأهتم، و أنشأ عبد يغوث يقول:

أ أهتم يا خير البرية والدا

و رهطا إذا ما الناس عدّوا المساعيا

تدارك أسيرا عانيا في بلادكم‌

و لا تثقفنّي [1] التيم ألقى الدواهيا

فمشت سعد و الرّباب فيه. فقالت الرباب: يا بني سعد، قتل فارسنا و لم يقتل لكم فارس مذكور، فدفعه الأهتم إليهم، فأخذه عصمة بن أبير [2] التيميّ، فانطلق به إلى منزله، فقال عبد يغوث: يا بني تيم، اقتلوني قتلة كريمة.

فقال له عصمة: و ما تلك القتلة؟ قال: اسقوني الخمر، و دعوني أنح على نفسي، فقال له عصمة: نعم. فسقاه الخمر، ثم قطع له عرقا يقال له الأكحل، و تركه ينزف، و مضى عنه عصمة، و ترك مع ابنين له، فقالا: جمعت أهل اليمن و جئت لتصطلمنا، فكيف رأيت اللّه صنع بك؟ فقال عبد يغوث في ذلك:

قصيدة عبد يغوث المشهورة

ألا لا تلوماني كفى اللوم ما بيا

فما لكما في اللوم نفع و لا ليا

/ أ لم تعلما أن الملامة نفعها

قليل و ما لومي أخي من شماليا [3]

فيا راكبا إما عرضت فبلّغن‌

نداماي من نجران أن لا تلاقيا [4]

/ أبا كرب و الأيهمين كليهما

و قيسا بأعلى حضرموت اليمانيا

جزى اللّه قومي بالكلاب [5] ملامة

صريحهم و الآخرين المواليا

و لو شئت نجّتني من الخيل نهدة

ترى خلفها الحوّ [6] الجياد تواليا

و لكنني أحمي ذمار أبيكم‌

و كان الرماح يختطفن المحاميا

و تضحك مني شيخة عبشمية

كأن لم ترا [7] قبلي أسيرا يمانيا

و قد علمت عرسي مليكة أنني‌

أنا الليث معدوّا عليه و عاديا

أقول و قد شدّوا لساني بنسعة

أ معشر تيم أطلقوا لي لسانيا [8]


[1] ثقفه: ظفر به.

[2] ف: أثير.

[3] الشمال: الخلق، يريد شمائلي.

[4] عرضت: أتيت العروض، و هي مكة و المدينة و ما حولهما.

[5] الكلاب، بضم الكاف: اسم موضع كانت فيه الموقعة، قال البكري: و هو قدة بعينها، أعلاه مما يلي اليمن، و أسفله مما يلي العراق.

[6] النهدة: المرتفعة. و الحو من الخيل: التي تضرب إلى الخضرة، و إنما خص الحو، لأنه يقال إنها أصبر الخيل و أخفها عظاما إذا عرقت لكثرة الجري.

[7] قال ابن السيد: قوله «كأن لم ترى»: رجوع من الإخبار إلى الخطاب. و يروي على الإخبار، و في إثبات الألف وجهان: أحدهما: أن يكون ضرورة. و الثاني: أن يكون على لغة من قال «راء» مقلوب «رأي». فجزم، فصار «ترأ»، ثم خفف الهمزة، فقلبها ألفا، لانفتاح ما قبلها: و هذه لغة مشهورة.

[8] ف: من لسانيا. و النسعة: سير منسوج. و في شد اللسان بها قولان: الأول: أن هذا مثل، لأن اللسان لا يشد بنسعة، و إنما أراد:

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 16  صفحه : 490
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست