responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 16  صفحه : 489

آخر النهار قتل النعمان بن جساس، قتله رجل من أهل اليمن، كانت أمه من بني حنظلة، يقال له عبد اللّه بن كعب، و هو الذي رماه، فقال للنعمان حين رماه: خذها و أنا ابن الحنظلية. فقال النعمان: ثكلتك أمك، رب حنظلية قد غاظتني [1]. فذهبت مثلا، و ظن أهل اليمن أن بني تميم سيهدّهم قتل النعمان، فلم يزدهم ذلك إلا جراءة عليهم، فاقتتلوا حتى حجز بينهم الليل، فباتوا يحرس بعضهم بعضا، فلما أصبحوا غدوا على القتال، فنادى قيس بن عاصم:

يال سعد، و نادى عبد يغوث: يال سعد. قيس بن عاصم يدعو سعد بن زيد مناة بن تميم، و عبد يغوث يدعو سعد العشيرة. فلما سمع ذلك قيس نادى: يال كعب، فنادى عبد يغوث: يال كعب. قيس يدعو كعب بن سعد، و عبد يغوث يدعو كعب بن عمرو [2]. فلما رأى ذلك قيس من صنيع عبد يغوث، قال: ما لهم أخزاهم اللّه ما ندعو بشعار إلا دعوا بمثله. فنادى قيس: يال مقاعس، يعني بني الحارث بن عمرو بن كعب، و كان يلقب مقاعسا، فلما سمع وعلة بن عبد اللّه الجرميّ الصوت، و كان صاحب اللواء يومئذ، طرحه، و كان أول من انهزم/ من اليمن، و حملت عليهم بنو سعد و الرّباب، فهزموهم أفظع هزيمة، و جعل رجل منهم يقول:

يا قوم لا يفلتكم اليزيدان‌

مخرّما أعني به و الدّيّان‌

/ و جعل قيس بن عاصم ينادي: يال تميم: لا تقتلوا إلا فارسا، فإن الرجّالة لكم. و جعل يرتجز و يقول:

لما تولّوا عصبا شوازبا [3]

أقسمت لا أطعن إلّا راكبا

إني وجدت الطعن فيهم صائبا

و جعل يأخذ الأسارى، فإذا أخذ أسيرا قال له: ممن أنت؟ فيقول: من بني زعبل، و هو زعبل بن كعب، أخو الحارث بن كعب، و هم أنذال، فكأن الأسارى يريدون بذلك رخص الفداء، فجعل قيس إذا أخذ أسيرا منهم، دفعه إلى من يليه من بني تميم، و يقول: أمسك حتى أصطاد لك زعبلة أخرى، فذهبت مثلا. فما زالوا في آثارهم يقتلون و يأسرون، حتى أسر عبد يغوث، أسره فتى من بني عمير بن عبد شمس. و قتل يومئذ علقمة بن سبّاع [4] القريعيّ، و هو فارس هبّود، و هبّود فرس عمرون الجعيد المراديّ [و كان علقمة قتل عمرا و أخذ فرسه من تحته‌]، و أسر الأهتم، و اسمه سنان بن سميّ بن خالد بن منقر، و يومئذ سمّي الأهتم- رئيس كندة البراء بن قيس، و قتلت التيم الأوبر الحارثيّ، و آخر من بني الحارث يقال له معاوية، قتلهما النعمان بن جساس، و قتل يومئذ من أشرافهم خمسة، و قتلت بنو ضبّة ضمرة بن لبيد الحماسيّ الكاهن، قتله قبيصة بن ضرار بن عمرو الضبيّ.

و أما عبد يغوث فانطلق به العبشميّ إلى أهله، و كان العبشميّ أهوج، فقالت له أمه- و رأت عبد يغوث عظيما جميلا جسيما-: من أنت؟ قال:/ أنا سيد القوم. فضحكت، و قالت: قبحك اللّه من سيد قوم حين أسرك هذا الأهوج. فقال عبد يغوث:

و تضحك مني شيخة عبشميّة

كأن لم ترا قبلي أسيرا يمانيا

ثم قال لها: أيتها الحرة، هل لك إلى خير؟ قالت: و ما ذاك؟ قال: أعطي ابنك مائة من الإبل و ينطلق بي إلى الأهتم،


[1] «النقائض» رب ابن حنظلية قد غاظني.

[2] «العقد الفريد» (5: 227): كعب بن مالك.

[3] شوازب: جمع شازب، و هو الشاحب الضامر. و في «العقد الفريد» (5: 227): هواربا.

[4] «النقائض» (1: 152) سباح.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 16  صفحه : 489
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست