responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 16  صفحه : 459

هرم بن قطبة يحكم بينهما

و قال بشر بن عبد اللّه بن حبّان بن سلمى: إنهما ساقا الإبل معهما، حتى أشتت و أربعت، لا يأتيان أحدا إلا هاب أن يقضي بينهما؛ فقال هرم: لعمري لأحكمن بينكما، ثم لأفصلن، ثم لست أثق بواحد منكما، فأعطياني موثقا أطمئن إليه أن ترضيا بما أقول، و تسلّما لما قضيت بينكما، و أمرهما/ بالانصراف، و وعدهما ذلك اليوم من قابل. فانصرفا حتى إذا بلغ الأجل من قابل، خرجا إليه، فخرج علقمة ببني الأحوص، فلم يتخلف منهم أحد، معهم القباب و الجزر و القدور، ينحرون في كل منزل و يطعمون، و جمع عامر بني مالك، فقال: إنما تخاطرون عن أحسابكم، فأجابوه و ساروا معه، و لم ينهض أبو براء معهم، و قال لعامر: و اللّه لا تطلع ثنية إلا وجدت الأحوص منيخا بها، و كره أبو براء ما كان من أمرهما، فقال عامر [1] فيما كره من منافرتهما، و دعاء عامر إياه أن يسير معه:

أ أومر أن أسبّ أبا شريح‌

و لا و اللّه أفعل ما حييت‌

/ و لا أهدي إلى هرم لقاحا

فيحيي بعد ذلك أو يميت‌

أكلّف سعي لقمان بن عاد

فيا لأبي شريح ما لقيت‌

قال: و أبو شريح: هو الأحوص. فكره كل واحد من البطنين ما كان بينهما. و قال عبد عمرو بن شريح بن الأحوص:

لحى اللّه وفدينا و ما ارتحلا به‌

من السّوءة [2] الباقي عليهم و بالها

ألا إنما بردى صفاق [3] متينة

أبى الضيم أعلاها و أثبت حالها

قال: فسار عامر و بنو عامر على الخيل مجنبي الإبل، و عليهم السلاح، فقال رجل من غنيّ: يا عامر، ما صنعت؟ أخرجت بني مالك تنافر بني الأحوص و معهم القباب و الجزر، و ليس معك شي‌ء تطعمه الناس! ما أسوأ ما صنعت! فقال عامر لرجلين من بني عمه: أحصيا كل شي‌ء مع علقمة من قبة أو قدر أو لقحة. ففعلا. فقال عامر: يا بني مالك، إنها المقارعة عن أحسابكم، فاشخصوا بمثل/ ما شخصوا به، ففعلوا.

الشعراء مع المتنافرين‌

و ثار مع عامر لبيد بن ربيعة و الأعشى، و مع علقمة الحطيئة و فتيان من بني الأحوص، منهم السّندريّ بن يزيد بن شريح، و مروان بن سراقة بن قتادة بن عمرو بن الأحوص، و هم يرتجزون، فقال لبيد:

يا هرما و أنت أهل عدل‌

إن نفّر [4] الأحوص يوما قبلي‌

ليذهبن أهله بأهلي‌

لا تجمعنّ شكلهم و شكلي‌

و نسل آبائهم و نسلي‌


[1] المراد به عامرا بن مالك أبو براء، و هو عم عامر بن الطفيل.

[2] ف: النبوة.

[3] ف‌

ألا إنما تردى صفاه متينا

[4] ف: يفز.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 16  صفحه : 459
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست