responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 16  صفحه : 458

فقال عامر: و اللّه إني لأنزل منك للقفرة، و أنحر منك للبكرة، و أطعم منك للهبرة [1]، و أطعن منك للثّغرة [2].

فقال علقمة: و اللّه إنك/ لكليل البصر، نكد النظر، وثّاب على جاراتك بالسّحر.

فقال بنو خالد بن جعفر، و كانوا يدا مع بني الأحوص على بني مالك بن جعفر: لن تطيق عامرا، و لكن قل له: أنافرك بخيرنا و أقربنا إلى الخيرات، و خذ عليه بالكبر. فقال له علقمة هذا القول.

فقال عامر: عنز و تيس، و تيس و عنز [3]، فذهبت مثلا. نعم على مائة من الإبل، إلى مائة من الإبل يعطاها الحكم، أينا نفّر عليه صاحبه أخرجها، ففعلوا ذلك، و وضعوا بها رهنا من أبنائهم، على يدي رجل من بني الوحيد، فسمي الضّمين إلى الساعة، و هو الكفيل.

قال: و خرج علقمة و من معه من بني خالد، و خرج عامر فيمن معه من بني مالك، و قد أتى عامر بن الطفيل عمه عامر بن مالك، و هو أبو براء، فقال: يا عماه، أعنّي. فقال: يا ابن أخي، سبّني. فقال: لا أسبك و أنت عمي.

قال: فسبّ الأحوص. فقال عامر: و لا أسب و اللّه الأحوص و هو عمي، فقال: فكيف إذن أعينك، و لكن دونك نعلي، فإني قد ربعت فيها أربعين مرباعا، فاستعن بها في نفارك.

اختيار الحكم بينهما

و جعلا منافرتهما إلى أبي سفيان بن حرب بن أمية، فلم يقل بينهما شيئا، و كره ذلك لحالهما و حال عشيرتهما، و قال: أنتما كركبتي البعير الأدرم [4]، تقعان بالأرض. قالا: فأينا اليمين؟ فقال: كلاكما اليمين. و أبى أن يقضي بينهما. فانطلقا إلى أبي جهل بن هشام، فأبى أن يحكم بينهما، فوثب مروان بن سراقة بن قتادة بن عمرو بن الأحوص بن جعفر، فقال:

يا آل قريش بيّنوا الكلاما

إنا رضينا منكم الأحكاما

فبيّنوا إن كنتم حكّاما

كان أبونا لهم إماما

و عبد عمرو منع الفئاما

في يوم فخر معلم إعلاما

و دعلج أقدمه إقداما

لو لا الذي أجشمهم إجشاما

لا تخذتهم مدحج نعاما

قال: فأبوا أن يقولوا بينهما شيئا.

و قد كانت العرب تحاكم إلى قريش، فأتيا عيينة بن حصن بن حذيفة، فأبى أن يقول بينهما شيئا. فأتيا غيلان بن سلمة بن معتب الثّقفيّ، فردهما إلى حرملة بن الأشعر المرّي، فردهما إلى هرم بن قطبة بن سنان بن عمرو الفزاريّ، فانطلقا حتى نزلا به.


[1] القطعة المجتمعة من اللحم.

[2] ف: للنبرة. و لعل صحتها: للنثرة، بمعنى الخيشوم و ما والاه.

[3] يريد: مثلي و مثلك كالعير و التيس، أو كالتيس و العنز، إذ التيس أقوى على النطاح من العنز.

[4] الأدرم: الذي تراكب لحمه و شحمه حتى غطى عظامه، و الذي ذهبت جلدة أسنانه و دنا وقوعها، أو الذي لا أسنان له.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 16  صفحه : 458
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست