responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 16  صفحه : 447

و أما ما عرضته عليّ من مسيرك إليّ ببنيك و بني أبيك [1]، فلا حاجة لي في ذلك، فأقم راشدا مهديا، فو اللّه ما أحب أن تهلكوا معي إن هلكت، و لا تحسبنّ ابن أبيك لو أسلمه الزمان و الناس متضرّعا متخشّعا، لكن أقول كما قال أخو بني سليم:

فإن [2] تسأليني كيف أنت فإنني‌

صبور على ريب الزمان صليب‌

يعزّ عليّ أن ترى بي كآبة

فيشمت عاد [3] أو يساء حبيب‌

و السّلام».

رجع الخبر إلى سياقة مقتل الصبيين‌

شعر أم حكيم في طفليها

ثم إن بسر بن أرطاة كر راجعا، و انتهى خبره إلى عليّ عليه السّلام، أنه قتل عبد الرّحمن و قثم ابني عبيد اللّه بن العباس، فسرّح حارثة بن قدامة السعديّ في طلبه، و أمره أن يغذّ السير، فخرج مسرعا، فلما وصل إلى المدينة، و انتهى إليه قتل عليّ بن أبي طالب عليه السّلام، و بيعة الحسن رضي اللّه تعالى عنه، ركب في السلاح، و دعا أهل المدينة إلى البيعة للحسن، فامتنعوا، فقال: و اللّه لتبايعنّ و لو بأستاهكم. فلما رأى أهل المدينة الجدّ منه بايعوا للحسن، و كر راجعا إلى الكوفة، فأصاب أمّ حكيم بنت قارظ و لهى على ابنيها، فكانت لا تعقل و لا تصغي إلى قول من أعلمها أنهما قد قتلا، و لا تزال تطوف في المواسم، تنشد الناس ابنيها بهذه الأبيات:

صوت‌

يا من أحس بنيّي اللذين هما

كالدّرّتين تشظّى عنهما الصدف‌

يا من أحس بنيّي اللذين هما

سمعي و قلبي، فقلبي اليوم مختطف‌

يا من أحس بنيّي اللذين هما

مخّ العظام فمخى اليوم مزدهف‌

نبئت بسرا و ما صدّقت ما زعموا

من قولهم و من الإفك الذي اقترفوا

أنحي على و دجى ابنيّ مرهفة

مشحوذة و كذاك الإثم يقترف‌

حتى لقيت رجالا من أرومته‌

شم الأنوف لهم في قومهم شرف‌

فالآن ألعن بسرا حقّ لعنته‌

هذا لعمر أبي بسر هو السّرف‌

من دلّ والهة حرّى مدلّهة

على صبيين ضلا إذ هوى السلف‌

الغناء لأبي سعيد مولى فائد، ثقيل أول بالوسطى عن عمرو، و فيه خفيف ثقيل، يقال إنه له أيضا. و فيه لعريب رمل نشيد.


[1] كذا في «شرح نهج البلاغة» لابن أبي الحديد (1: 155) و في الأصول: ببني أبيك و ولد أخيك.

[2] ف: و لا.

[3] عاد: كذا في ف، مب و «شرح نهج البلاغة». و في الأصول: باغ.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 16  صفحه : 447
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست