responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 16  صفحه : 448

دعوة علي بن أبي طالب على بسر

قالوا: و لما بلغ عليّ بن أبي طالب عليه السّلام قتل بسر الصبيين، جزع لذلك جزعا شديدا، و دعا على بسر لعنه اللّه، فقال: اللهم اسلبه دينه، و لا تخرجه من الدنيا حتى تسلبه عقله! فأصابه ذلك، و فقد عقله، فكان يهذي بالسيف و يطلبه، فيؤتى بسيف من خشب، و يجعل بين يديه زقّ منفوخ، فلا يزال يضربه حتى يسأم [1]، ثم مات لعنه اللّه.

عبيد اللّه بن العباس و بسر

و لما كانت الجماعة و استقر الأمر على معاوية، دخل عليه عبيد اللّه بن العباس و عنده بسر بن أرطاة، فقال له عبيد اللّه: أ أنت قاتل الصبيين أيها الشيخ؟ قال بسر: نعم أنا قاتلهما. فقال عبيد اللّه: أما و اللّه لوددت أن الأرض كانت أنبتتني عندك. فقال بسر: فقد أنبتتك الآن عندي. فقال عبيد اللّه: أ لا سيف! فقال له بسر: هاك سيفي. فلما أهوى عبيد اللّه إلى السيف ليتناوله، أخذه معاوية، ثم قال لبسر: أخزاك اللّه شيخا قد كبرت و ذهب عقلك، تعمد إلى رجل من بني هاشم قد وترته و قتلت ابنيه، تدفع إليه سيفك، إنك لغافل عن قلوب بني هاشم، و اللّه لو تمكن منه لبدأ بي قبلك. فقال عبيد اللّه: أجل، و اللّه، ثم إذن لثنّيت [2] به.

يمني ينتقم من ابني بسر

أخبرني أحمد بن عبيد اللّه بن عمار قال: أخبرني محمد بن مسروق قال: قال الأصمعيّ:

سمع رجل من/ أهل اليمن و قد قدم مكة امرأة عبيد اللّه بن العباس بن عبد المطلب تندب ابنيها اللذين قتلهما بسر بن أرطاة بقولها:

يا من أحس بنيّي اللذين هما

كالدرتين تشظّى عنهما الصّدف‌

/ فرقّ لها، فاتصل ببسر حتى وثق به، ثم احتال لقتل ابنيه، فخرج بهما إلى وادي أوطاس، فقتلهما و هرب، و قال:

يا بسر بسر بني أرطاة ما طلعت‌

شمس النهار و لا غابت على ناس‌

خير من الهاشميّين الذين هم‌

عين الهدى و سمام الأشوس [3] القاسي‌

ما ذا أردت إلى طفلي مدلّهة

تبكي و تندب من أثكلت في الناس‌

إما قتلتهما ظلما فقد شرقت‌

في صاحبيك قناتي يوم أوطاس‌

فاشرب بكأسهما ثكلا كما شربت‌

أم الصبيّين أو ذاق ابن عباس [4]


[1] ف: يضربه ما يشاء. مب: يضربه ما شاء حتى مات.

[2] كذا في ف، مب. و في الأصول: و كنت أثني به.

[3] الأشوس: الشديد الجري‌ء في القتال.

[4] ف: في دار ابن عباس.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 16  صفحه : 448
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست