قالوا: و لما بلغ عليّ بن
أبي طالب عليه السّلام قتل بسر الصبيين، جزع لذلك جزعا شديدا، و دعا على بسر لعنه
اللّه، فقال: اللهم اسلبه دينه، و لا تخرجه من الدنيا حتى تسلبه عقله! فأصابه ذلك،
و فقد عقله، فكان يهذي بالسيف و يطلبه، فيؤتى بسيف من خشب، و يجعل بين يديه زقّ
منفوخ، فلا يزال يضربه حتى يسأم [1]، ثم مات لعنه اللّه.
عبيد اللّه بن العباس و
بسر
و لما كانت الجماعة و
استقر الأمر على معاوية، دخل عليه عبيد اللّه بن العباس و عنده بسر بن أرطاة، فقال
له عبيد اللّه: أ أنت قاتل الصبيين أيها الشيخ؟ قال بسر: نعم أنا قاتلهما. فقال
عبيد اللّه: أما و اللّه لوددت أن الأرض كانت أنبتتني عندك. فقال بسر: فقد أنبتتك
الآن عندي. فقال عبيد اللّه: أ لا سيف! فقال له بسر: هاك سيفي. فلما أهوى عبيد
اللّه إلى السيف ليتناوله، أخذه معاوية، ثم قال لبسر: أخزاك اللّه شيخا قد كبرت و
ذهب عقلك، تعمد إلى رجل من بني هاشم قد وترته و قتلت ابنيه، تدفع إليه سيفك، إنك
لغافل عن قلوب بني هاشم، و اللّه لو تمكن منه لبدأ بي قبلك. فقال عبيد اللّه: أجل،
و اللّه، ثم إذن لثنّيت [2] به.
يمني ينتقم من ابني بسر
أخبرني أحمد بن عبيد اللّه
بن عمار قال: أخبرني محمد بن مسروق قال: قال الأصمعيّ:
سمع رجل من/ أهل اليمن و
قد قدم مكة امرأة عبيد اللّه بن العباس بن عبد المطلب تندب ابنيها اللذين قتلهما
بسر بن أرطاة بقولها:
يا من أحس بنيّي
اللذين هما
كالدرتين تشظّى عنهما الصّدف
/ فرقّ لها، فاتصل ببسر حتى وثق به، ثم احتال لقتل
ابنيه، فخرج بهما إلى وادي أوطاس، فقتلهما و هرب، و قال: