و أخبرني الحرمي بن أبي
العلاء قال: حدّثني الزبير بن بكار عن عمه قال:
قالت سكينة لأم أشعب: سمعت
للناس خبرا؟ قالت: لا، فبعثت إلى إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف فتزوّجته، و بلغ
ذلك بني هاشم/ فأنكروه، و حملوا العصيّ، و جاءوا فقاتلوا بني زهرة حتى كثر
الشّجاج، ثم فرّق بينهم، و خيرت سكينة فأبت نكاح إبراهيم، ثم التفتت إلى أم أشعب و
قالت: أ ترين الآن أنه كان للناس اليوم خبر؟
قال هارون بن الزيات: وجدت
في كتاب القاسم بن يوسف: حدّثني الهيثم بن عديّ، عن أشعب، قال:
كان زوجها زيد بن عمرو
بن عثمان شديد البخل
تزوّج زيد بن عمرو بن
عثمان بن عفان سكينة، و كان أبخل قرشيّ رأيته، فخرج حاجا و خرجت سكينة معه، فلم
تدع إوزة و لا دجاجة و لا خبيصا و لا فاكهة/ إلا حملته معها، و أعطتني مائة دينار،
و قالت [2]: يا ابن أم حميدة، اخرج معنا [2]. فخرجت و معنا طعام على خمسة أجمال،
فلما أتينا السّيالة نزلنا، و أمرت بالطعام أن يقدم، فلما جيء بالأطباق، أقبل
أغيلمة من الأنصار يسلمون على زيد، فلما رآهم قال: أوّه. خاصرتي. باسم اللّه،
ارفعوا الطعام، و هاتوا الترياق و الماء الحار، فأتي به فجعل يتوجّرهما [3] حتى
انصرفوا، و رحلنا و قد هلكت جوعا، فلم آكل إلا مما اشتريته من السّويق [4]. فلما
كان من الغد أصبحت و بي من الجوع ما اللّه أعلم به، و دعا بالطعام و أتي به. قال:
فأمر بإسخانه، و جاءته مشيخة من قريش يسلمون عليه، فلما رآهم اعتل بالخاصرة، و دعا
بالتّرياق و الماء الحار، فتوجّره و رفع الطعام، فلما ذهبوا أمر بإعادته، فأتي به
و قد برد، فقال لي: يا أشعب، هل إلى إسخان هذا الدجاج سبيل؟ فقلت له أخبرني عن
دجاجك هذا؟ أ من آل فرعون، فهو يعرض على النار غدوّا و عشيا.
كانت سكينة تبغض أهل
الكوفة
أخبرني أحمد بن عبيد اللّه
بن عمار قال: حدّثنا سليمان بن أبي شيخ، عن محمد بن الحكم، عن عوانة، قال:
جاء قوم من أهل الكوفة
يسلمون على سكينة فقالت لهم: اللّه يعلم أني أبغضكم: قتلتم جدي عليا، و أبي الحسين،
و أخي عليا، و زوجي مصعبا، فبأيّ وجه تلقونني، أيتمتموني صغيرة، و أرملتموني
كبيرة.
حرص سكينة على معرفة
أخبار الناس
أخبرني الحسن بن علي عن
أحمد بن زهير عن المدائني قال: بينما سكينة ذات ليلة تسير، إذ سمعت حاديا يحدو في
الليل يقول:
لو لا ثلاث هنّ عيش الدهر
فقالت لقائد قطارها. ألحق
بنا هذا الرجل، حتى نسمع منه ما هذه الثلاث. فطال طلبه لذلك حتى أتعبها. فقالت
[1]
كذا في ف، مب. و في الأصول: بلى، بأبي
أنت و أمي.