responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 16  صفحه : 370

مغاضبة زيد عمرو العثماني لسكينة

قال ابن زيد أخبرني محمد بن يحيى عن ابن شهاب الزهريّ قال:

ذكر أن زيد: بن عمرو بن عثمان العثماني خرج إلى مال له مغاضبا لسكينة، و عمر بن عبد العزيز يومئذ و الي المدينة، فأقام سبعة أشهر، فاستعدته سكينة على زيد، و ذكرت غيبته مع ولائده سبعة أشهر، و أنها شرطت عليه أنه إن مس امرأة، أو حال بينها و بين شي‌ء من ماله، أو منعها مخرجا تريده، فهي خلية [1]، فبعث إليه عمر فأحضره، و أمر ابن حزم أن ينظر بينهما.

/ قال: حدّثني أبو بكر بن عبد اللّه، قال: بعثني عمر، و بعث معي محمد بن معقل بن يسار الأشجعي، إلى ابن حزم، و قال: اشهدا قضاءه، فدخلنا عليه و عنده زيد جالس، و فاطمة امرأة ابن حزم في الحجلة [2] جالسة، و جاءت سكينة، فقال ابن حزم: أدخلوها وحدها. فقالت: و اللّه لا أدخل إلا و معي ولائدي، فأدخلن معها، فلما دخلت قالت: يا جارية اثني لي هذه الوسادة. ففعلت، و جلست عليها، و لصق زيد بالسرير، حتى كان يدخل في جوفه خوفا منها. فقال لها ابن حزم: يا ابنة الحسين، إن اللّه عز و جل يحب القصد في كل شي‌ء، فقالت له: و ما أنكرت مني، إني و إياك و اللّه كالذي يرى الشعرة في عين صاحبه، و لا يرى الخشبة في عينه. فقال لها: أما و اللّه لو كنت رجلا لسطوت بك. فقالت له: يا ابن فرتنى أ لا تزال لتوعدني؟ و شتمته و شتمها. فلما بلغا ذلك قال ابن أبي الجهم العدوي: ما بهذا أمرنا، فأمض الحكم و لا تشاتم. فقالت لمولاة لها: من هذا؟ قالت: أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي الجهم. فقالت: لا أراك [3] هاهنا و أنا أشتم بحضرتك. ثم هتفت برجال قريش، و حضت ابن أبي الجهم، و قالت: أما و اللّه لو كان أصحاب الحرّة أحياء لقتلوا هذا العبد اليهودي عند شتمه إياي، أي عدوّ اللّه، تشتمني و أبوك الخارج مع يهود صبابة بدينهم لما أخرجهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إلى أريحاء، يا ابن فرتنى. قال: و شتمها و شتمته.

قال: ثم أحضرنا زيدا، فكلمها و خضع لها، فقالت: ما أعرفني بك يا زيد، و اللّه لا تراني أبدا، أتراك تمكث مع جواريك سبعة أشهر لا تقربهن؟ املأ عينك/ الآن مني، فإنك لا تراني [4] بعد الليلة أبدا، و جعلت تردد هذا القول و مثله، فكلما تكلمت ترفث [5] لابن حزم و امرأته في الحجلة، و هو يقلق لسماع امرأته ذلك فيه. ثم حكم بينهما بأن سكينة إن جاءت ببينة على ما ادّعته، و إلا فاليمين على زيد. فقامت و قالت لزيد، يا ابن عثمان: تزوّد مني بنظرة، فإنك و اللّه لا تراني بعد الليلة أبدا، و ابن حزم صامت. ثم خرجنا و جئنا إلى عمر بن عبد العزيز و هو ينتظرنا في وسط الدار في ليلة شاتية، فسألنا عن الخبر، فأخبرناه، فجعل يضحك حتى أمسك بطنه، ثم دعا زيدا من غد، فأحلفه و ردّ سكينة عليه.


[1] خلية: كتابة عن مطلقة.

[2] الحجلة: مقصورة تجلس فيها النساء، و تزين بالثياب و الستور.

[3] ف، مب: تبدأ أراك ... الخ.

[4] كذا في ف. و في مب. سبعة أشهر ثم تطمع في، املأ عينيك الآن مني فإنك لن تراني. و في بقية الأصول: سبعة أشهر ثم أعود إليك. و اللّه لا تراني.

[5] كذا في ف، أي تفحش في القول. و في بقية الأصول: برقت.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 16  صفحه : 370
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست