أمر تريده. فكانت تقول له:
يا ابن عثمان اخرج بنا إلى مكة. فإذا خرج بها فسارت يوما أو يومين،/ قالت: ارجع
بنا إلى المدينة. فإذا رجع يومه ذاك، قالت: اخرج بنا إلى مكة. فقال له سليمان بن
عبد الملك: أعلم أنك قد شرطت لها شروطا لم تف بها، فطلقها. فطلقها. فخلف عليها
إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف، فكره ذلك أهلها، و خاصموه إلى هشام بن إسماعيل.
فبعث إليها يخيرها. فجاء إبراهيم بن عبد الرّحمن من حيث تسمع كلامه، فقال لها:
جعلت فداءك، قد خيرتك فاختاريني. فقالت [1]: قلت ما ذا بأبي، تهزأ به. فعرف ذلك
[1]، فانصرف.
و أما ابن الكلبي فذكر
فيما أخبرنا به الجوهريّ، عن عمر بن شبة، عن عبد اللّه بن محمد بن حكيم، عنه:
أن أوّل أزواجها الأصبغ، و
مات و لم يرها، ثم زيد بن عمرو العثماني، قال: و ولدت له ابنة عثمان الذي يقال له
قرين، ثم الحزامي، ثم خلف عليها مصعب، فولدت له جارية، ثم خلف عليها إبراهيم بن
عبد الرّحمن بن عوف و لم يدخل بها.
قال عمر بن شبة: و حدّثني
محمد بن يحيى قال:
تزوّج مصعب سكينة و هو
يومئذ بالبصرة، عامل لأخيه عبد اللّه بن الزبير، و كان بين مصعب و بين أخيه رسول
يقال له أبو السّلّاس، و هو الذي جاء بنعيه، فقال ابن قيس فيه:
قد أتانا بما كرهنا
أبو السلّا
س كانت بنفسه الأوجاع
/ و في هذا الشعر غناء قد ذكر في موضعه. و هذا غلط من
محمد بن يحيى، ليست قصة أبي السلاس مع مصعب، و إنما هي مع ابن جعفر.
قال محمد بن يحيى: و لما
تزوج مصعب سكينة على ألف ألف، كتب عبد اللّه بن همام على يد أبي السلاس إلى عبد
اللّه بن الزبير:
أبلغ أمير المؤمنين
رسالة
من ناصح لك لا يريد خداعا
بضع الفتاة بألف ألف
كامل
و تبيت سادات الجنود جياعا
لو لأبي حفص أقول
مقالتي
و أبث ما أبثثتكم لارتاعا
قال: و كان ابن الزبير قد
أوصاه ألا يعطيه أحد كتابا إلا جاء به، فلما أتاه بهذا الكتاب قال:/ صدق و اللّه،
لو يقول هذه المقالة لأبي حفص لارتاع من تزويج امرأة على ألف ألف درهم. ثم قال: إن
مصعبا لما وليته البصرة أغمد سيفه، وسل أيره، و عزله عن البصرة، و أمره أن يجيء
على ذات الجيش، و قال: إني لأرجو أن يخسف اللّه بك فيها. فبلغ عبد الملك بن مروان
قول عبد اللّه في مصعب، فقال: لكن عبد اللّه و اللّه أغمد سيفه و أيره و خيره.
(1-
1) العبارة عن ف، مب و كتاب ( «المفردات» ص 66).
[2]
كذا في ف، مب. و في الأصول: النطاح. و
هو شيبة بن نصاح مولى أم سلمة، المدني القاضي القارئ. توفي سنة ثلاثين و مائة.