هشام بن الوليد بن
المغيرة، فاستعداه الخارجيّ على المولى. فأرسل إبراهيم إليه و إلى النفر
السّلميين، و فرق بين المولى و زوجته، و ضربه مائتي سوط، و حلق رأسه و لحيته و
حاجبيه. فقال محمد بن بشير في ذلك:
حدّثني عمي [3]، قال:
حدثنا الزبير بن بكار، قال: حدثني سليمان بن عياش، قال:
كان للخارجيّ عبد، و كان
يتلطف له و يخدمه، حتى أعتقه و أعطاه مالا، فعمل به، و ربح فيه. ثم احتاج الخارجيّ
بعد ذلك إلى معونة أو قرض في نائبة لحقته، فبعث إلى مولاه في ذلك، و قد كان المولى
أثرى و اتسعت حاله، فحلف له أنه لا يملك شيئا، فقال الخارجيّ في ذلك:
يسعى لك المولى ذليلا
مدقعا
و يخذلك المولى إذا اشتدّ كاهله
فأمسك عليك العبد
أوّل وهلة
و لا تنفلت من راحتيك حبائله
و قال أيضا:
إذا افتقر المولى سعى
لك جاهدا
لترضى و إن نال الغنى عنك أدبرا
يتزوّج ثالثة إذ تأخر
عنه زوجتاه
حدّثني عيسى بن الحسين
[4]، قال: حدّثنا الزبير، قال: حدّثني سليمان بن عياش السعديّ، قال:
كان محمد بن بشير الخارجيّ
بين زوجتين له، و كان يسكن الروحاء، فأجدب عليه منزله، فوجه غنما إلى سحابة وقعت
برجفان، و هو جبل يطل على مضيق يليل، فشقت غيبتها عليه. فقال لزوجتيه: لو تحوّلتما
إلى غنمنا.
فقالتا له: بل تذهب، فتطلع
إليها، و تصرفها إلى موضع قريب، حتى نوافيك فيه. فمضى و زوّدتاه و طبين، و قالتا
له: اجمع لنا اللبن، و وعدتاه موضعا من رجفان، يقال له/ ذو القشع. فانطلق،/ فصرف
غنمه إلى ذلك الموضع،