ثم انتظرهما، فأبطأتا
عليه. و خالفته سحابة إليهما، فأقامتا، و قالتا: يبلغ إلى غنمه ثم يأتينا. فجعل
يصعد في الجبل و ينزل، يتبصرهما فلا يراهما. فبينما هو كذلك إذ أبصر امرأتين قد
نزلتا [1]، فقال: أنزل فأتحدّث إليهما، فإذا هو بامرأة مسنة، و معها بنت لها شابة،
فأعجبته، فقال لها: أ تزوّجينني ابنتك هذه؟ قالت: إن كنت كفؤا. فانتسب لها، فقالت:
أعرف النسب و لا أعرف الوجه، و لكن يأتي أبوها. فجاء أبوها فعرفه، فأخبرته امرأته
بما طلب. فقال:
نعم، و زوّجه إياها. فساق
إليها قطعة من غنمه، ثم بنى بها، و انتظر، فلم ير زوجتيه تقدمان عليه، فارتحل
إليهما بزوجته و بقية غنمه. فلما طلع عليهما وقف، فأخذ بيدها، ثم أنشأ يقول:
أخبرني الحسن [3] بن عليّ،
قال: حدّثنا أحمد بن زهير، قال: حدّثني مصعب، قال: حدّثني أحمد بن زهير؛ و حدّثني
الزبير بن بكار، قال: حدّثني سليمان بن عياش، قالا:
/ كان
محمد بن بشير يتحدّث إلى امرأة من مزينة، و كان قومها قد جاوروهم، ثم جاء الربيع،
و أخصبت بلاد مزينة، فارتحلوا، فقال محمد بن بشير: