قالا: و خاطب أباها يحيى
بن يعمر في ذلك، فقال له: إنها امرأة برزة عاقلة، لا يفتات على مثلها بأمرها، و ما
عندها عنك من رغبة، و لكنها امرأة في خلقها شدّة، و لها غيرة، و قد بلغني أن لك
زوجتين، و ما أراها تصبر على أن تكون ثالثة لهما؛ فانظر في أمرك، و شاور فيه: فإما
أن أقمت بالبصرة معها، فعفت لك عن/ صاحبتيك، إذ لا مجاورة بينهما و بينها و لا
عشرة، و إن شئت فارقتهما [2] و أخرجها معك. فصار إلى رحله مغموما. و شاور ابن عم
له يقال له ورّاد بن عمرو في ذلك، فقال له: إن في يحيى بن يعمر لرغبة، لثروته و
كثرة ماله، و ما ذكرته [3] من جمال ابنته، و ما نحب أن تفارق زوجتيك- و كانت إحداهما
ابنة عمه، و الأخرى من أشجع- فتقيم معها السنة بالبصرة، و تمضي نحن [4]، فإن رغبت
فيها تمسكت بها، و أقمت بمكانك، و إن رغبت في العود إلى بلدك، كتبت إلينا فجئناك،
حتى تنصرف معنا إلى بلدك.
قصيدته في زوجه أم سعد
ففكر ليله أجمع في ذلك، ثم
غدا عازما على الرجوع إلى الحجاز، و قال: