responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 16  صفحه : 336

فصدعت حين أبى مودته‌

صدع الزجاجة دائم أبده‌

/ و عرفت أن الطير قد صدقت‌

يوم الكدانة شرّ ما تعده‌

فاصبر فإن لكل ذي أجل‌

يوما يجي‌ء فينقضي عدده‌

ما ذا تعاتب من زمانك إذ

ظعن الحبيب و حل بي كمده [1]

قالا: و خاطب أباها يحيى بن يعمر في ذلك، فقال له: إنها امرأة برزة عاقلة، لا يفتات على مثلها بأمرها، و ما عندها عنك من رغبة، و لكنها امرأة في خلقها شدّة، و لها غيرة، و قد بلغني أن لك زوجتين، و ما أراها تصبر على أن تكون ثالثة لهما؛ فانظر في أمرك، و شاور فيه: فإما أن أقمت بالبصرة معها، فعفت لك عن/ صاحبتيك، إذ لا مجاورة بينهما و بينها و لا عشرة، و إن شئت فارقتهما [2] و أخرجها معك. فصار إلى رحله مغموما. و شاور ابن عم له يقال له ورّاد بن عمرو في ذلك، فقال له: إن في يحيى بن يعمر لرغبة، لثروته و كثرة ماله، و ما ذكرته [3] من جمال ابنته، و ما نحب أن تفارق زوجتيك- و كانت إحداهما ابنة عمه، و الأخرى من أشجع- فتقيم معها السنة بالبصرة، و تمضي نحن [4]، فإن رغبت فيها تمسكت بها، و أقمت بمكانك، و إن رغبت في العود إلى بلدك، كتبت إلينا فجئناك، حتى تنصرف معنا إلى بلدك.

قصيدته في زوجه أم سعد

ففكر ليله أجمع في ذلك، ثم غدا عازما على الرجوع إلى الحجاز، و قال:

لئن أقمت بحيث الفيض في رجب‌

حتى أهلّ به من قابل رجبا [5]

و راح في السّفر و راد فهيجني‌

إن الغريب إذا هيجته طربا [6]

إن الغريب يهيج الحزن صبوته‌

إذا المصاحب حياه و قد ركبا

قد قلت أمس لوارد و صاحبه‌

عوجا على الخارجيّ اليوم و احتسبا [7]

و أبلغا أم سعد أنّ عانيها

أعيا على شفعاء الناس فاجتنبا [8]

لما رأيت نجيّ القوم قلت لهم‌

هل يعدونّ نجيّ القوم ما كتبا [9]

/ و قلت إني متى أجلب شفاعتكم‌

أندم و إنّ أشقّ الغيّ ما اجتلبا [10]


[1] كذا في ف، مب. و في سائر النسخ: أن ظعن.

[2] كذا في ف، و في مب: ففارقهما. و في سائر النسخ: مفارقتهما.

[3] ج: ذكره.

[4] نحن: كذا في ف، مب. و في سائر النسخ: تمضي بخير. تحريف.

[5] الفيض: نهر البصرة. و هي رواية ف، مب. و في سائر النسخ: القبض. تحريف. يريد: أقمت بهذا الموضع، و أهل الرجل الهلال:

رآه.

[6] ف: وراث في السفر.

[7] احتسبا: يريد اصنعا فيّ معروفا، و عدا أجره عند اللّه.

[8] العاني: الأسير.

[9] النجيّ، بوزن فعيل: الذي يسارك و يناجيك، مفرد و جمع. و رواية البيت كما في ف، مب. و في سائر النسخ: قلت له: هل يقدرن.

[10] كذا روى البيت في مب، و فيه تحريف في سائر النسخ.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 16  صفحه : 336
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست