و هو هزج [2]، فطرب
المتوكل، و قال لشارية: لمن هذا الغناء؟ فقالت: أخذته من دار المأمون، و لا أدري
لمن هو.
فقلت له أنا: أعلم لمن هو.
فقال: لمن هو يا ملح؟ فقلت: أقوله لك سرا. قال: أنا في دار النساء، و ليس يحضرني
إلا حرمي، فقوليه. فقلت: الشعر و الغناء جميعا لخديجة بنت المأمون، قالته في خادم
لأبيها كانت تهواه، و غنت فيه هذا اللحن. فأطرق طويلا، ثم قال: لا يسمع هذا منك
أحد.