هو الحسين بن مطير بن
مكمّل، مولى لبني أسد بن خزيمة، ثم لبني سعد [1] بن مالك بن ثعلبة بن دودان بن
أسد. و كان جده مكمل عبدا، فأعتقه مولاه. و قيل بل كاتبه، فسعى في مكاتبته حتى
أدّاها و أعتق./ و هو من مخضرمي الدولتين: الأموية و العباسية، شاعر متقدم في
القصيد و الرجز، فصيح، قد مدح بني أمية و بني العباس.
سكنه
أخبرني أحمد بن عبيد اللّه
بن عمار، عن محمد بن داود بن الجراح، عن محمد بن الحسن بن الحرون: أنه كان من
ساكني زبالة [2]، و كان زيه و كلامه يشبه مذاهب الأعراب و أهل البادية. و ذلك بيّن
في شعره.
إدراكه بني أمية
و مما يدل على إدراكه دولة
بني أمية، و مدحه إياهم، ما أخبرنا به يحيى بن عليّ بن يحيى إجازة، قال:
أخبرني أبي، عن إسحاق بن
إبراهيم الموصليّ، عن مروان بن أبي حفصة، قال: دخلت أنا و طريح بن إسماعيل
الثقفيّ، و الحسين بن مطير الأسدي، في عدة من الشعراء، على الوليد بن يزيد و هو في
فرش قد غاب فيها [3]، و إذا رجل كلما أنشد شاعر شعرا، وقف الوليد على بيت بيت منه،
و قال: هذا أخذه من موضع كذا و كذا، و هذا المعنى نقله من شعر فلان، حتى أتى على
أكثر الشعراء. فقلت: من هذا؟ قالوا: هذا حماد الرواية. فلما وقفت بين يدي الوليد/
لأنشده، قلت: ما كلام هذا في مجلس أمير المؤمنين و هو لحانة. فتهانف [4] الشيخ، ثم
قال: يا ابن أخي، أنا رجل أكلم العامة، و أتكلم بكلامها، فهل تروي من أشعار العرب
شيئا؟ فذهب عني الشعر كله، إلا شعر ابن مقبل، فقلت: نعم، لابن مقبل. فأنشدته:
[4]
التهانف كما في ف: الضحك بالسخرية.
نقله صاحب «تاج العروس» عن نسخة من «الكامل» للمبرد. و قيل إنه
خاص بالنساء. و في الأصول: فتهافت، أي تساقط قطعة قطعة، من الهفت، و هو السقوط. و
أكثر ما يستعمل في الشر.
[5]
ورد هذا البيت محرّفا في نسخ «الأغاني». و أثبتناه مصححا عن
«معجم البلدان» لياقوت، و «معجم ما استعجم» للبكري، و
«منتهى الطلب من أشعار
العرب»، لابن ميمون. و حبر و واهب: جبلان لبني سليم. و هضب القليب: ماء لبني قنفذ،
من بني سليم.
و المضيح (بصيغة اسم
المفعول): ماء لبني البكاء. و في بعض ألفاظ البيت روايات أخر: يروى «واصف» في موضع «واهب»، و هو اسم ماء. و يزوى «إذا» في موضع «إلى»، و يروى «يرى» في موضع «رأى».