/ فأطلقه للرشيد، و قتل صالح بن عبد القدوس، و احتج
عليه في أنه لا يقبل له توبة بقوله:
و الشيخ لا يترك
أخلاقه
حتى يوارى في ثرى رمسه
و قال: إنما زعمت ألّا
تترك الزندقة و لا تحول عنها أبدا.
شعره في يعقوب بن داود و
ابن علاثة
أخبرني محمّد بن خلف وكيع،
قال: حدّثني أحمد بن زهير بن حرب، قال: كان عافية بن يزيد يصحب ابن علاثة [1]،
فأدخله على المهدي، فاستقضاه معه بعسكر المهديّ و كانت قصة يعقوب مع أبي عبيد
اللّه [2] كذلك، أدخله إلى المهديّ ليعرض عليه، فغلب عليه، علي بن الخليل في ذلك:
أخبرني عمي الحسن بن محمّد
قال: حدّثنا عبد اللّه بن أبي سعد قال: حدّثني محمّد بن عمرو بن فراس
[1]
عافية بن يزيد الأودي، و محمّد بن عبد
اللّه بن علاثة الكلابي، استقضاهما المهدي سنة 161 كانا يقضيان في عسكره، و قد شرك
بينهما في القضاء فكانا يقضيان جميعا في المسجد الجامع في الرصافة، هذا في أدناه،
و ذاك في أقصاه، و كان عافية أكثرهما دخولا على المهدي ( «تاريخ بغداد» 12: 307).
[2]
هو أبو عبيد اللّه معاوية بن يسار من
موالي الأشعريين، كان كاتب المهدي و نائبه قبل الخلافة، فلما ولى الخلافة فوض إليه
تدبير المملكة، و سلم إليه الدواوين، و كان من أبرع الكتاب و أوسعهم حذقا و علما و
خبرة، ثم إن الربيع بن يونس ما زال يسعى به إلى المهدي حتى عزله عن الوزارة، و
أفرده في «ديوان الرسائل»، و استوزر
يعقوب بن داود سنة 163 ثم عزل أبا عبيد اللّه عن «ديوان الرسائل» سنة 167 و رتب في الربيع بن يونس، و مات
أبو عبيد اللّه سنة 170 ه، و كان يعقوب بن داود من الموالي أيضا و قد فوض المهدي
إليه الأمور كلها و سلم إليه الدواوين و قدمه على جميع الناس حتى قال بشار بن برد
يهجوه:
بني أمية هبّوا طال
نومكم
إن الخليفة يعقوب بن داود
ضاعت خلافتكم يا قوم
فالتمسوا
خليفة اللّه بين الزقّ و العود
ثم إن الساعين ما زالوا
يسعون بيعقوب إلى المهدي حتى نكبه و حبسه، فلم يزل كذلك أيام المهدي و مدة الهادي
حتى أخرجه الرشيد، و مات سنة 187- اقرأ أخبار الأول في «تاريخ الطبري» 9: 339 و 10: 9 و «الفخري» ص 163. و أخبار الثاني في «وفيات الأعيان» لابن خلكان 2: 331 و «الفخري».
[3]
في «وفيات الأعيان»: فقال في ذلك علي بن الخليل الكوفي من
جملة أبيات:
قل للوزير أبي عبي
د اللّه هل من باقيه
ثم أورد البيت السادس
فالرابع فالخامس مما ورد هنا.
[4]
في الأصول «دبب» و هو تصحيف. و معاوية: اسم الوزير أبي عبيد اللّه.