responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 14  صفحه : 372

الذّهلي عن أبيه قال: قال لي محمّد بن الجهم البرمكي: قال لي المأمون يوما: يا محمّد: أنشدني بيتا من المديح جيّدا فاخرا عربيا لمحدث حتى أولّيك كورة تختارها. قال قلت: قول علي بن الخليل:

فمع السماء فروع نبعتهم‌

و مع الحضيض منابت الغرس [1]

متهلّلين على أسرّتهم‌

و لدى الهياج مصاعب شمس [2]

/ فقال: أحسنت، و قد ولّيتك الدّينور، فأنشدني بيت هجاء على هذه الصفة حتى أولّيك كورة أخرى، فقلت: قول الّذي يقول:

قبحت مناظرهم فحين خبرتهم‌

حسنت مناظرهم لقبح المخبر [3]

فقال: قد أحسنت، قد ولّيتك همذان، فأنشدني مرثية على هذا حتى أزيدك كورة أخرى، فقلت: قول الّذي يقول:

أرادوا ليخفوا قبره عن عدوّه‌

فطيب تراب القبر دل على القبر

فقال: قد أحسنت، قد ولّيتك نهاوند، فأنشدني بيتا من الغزل على هذا الشرط حتى أولّيك كورة أخرى، فقلت: قول الّذي يقول:

تعالي نجدّد دارس العلم [4] بيننا

كلانا على طول الجفاء ملوم‌

فقال: قد أحسنت، قد جعلت الخيار إليك فاختر، فاخترت السّوس من كور الأهواز، فولاني ذلك أجمع، و وجّهت إلى السوس بعض أهلي.

أخبرني علي بن سليمان الأخفش قال: حدّثنا محمّد بن يزيد، عن التّوّزيّ قال: نزل أبو دلامة بدهقان [5] يكنى أبا بشر، فسقاه شرابا أعجبه، فقال في ذلك:

سقاني أبو بشر من الراح شربة

لها لذّة ما ذقتها لشراب‌

و ما طبخوها غير أنّ غلامهم‌

سعى في نواحي كرمها بشهاب [6]

قال: فأنشد علي بن الخليل هذين البيتين فقال: أحرقه العبد أحرقه اللّه.

تهنئة يزيد بن مزيد بمولوده‌

أخبرني الحسن بن علي، و عمي الحسن بن محمّد، قالا: حدّثنا ابن مهرويه قال: حدّثني محمّد بن عمران‌


[1] النبعة: واحدة النبع، و هو شجر للقسي و السهام. و الحضيض: القرار في الأرض.

[2] تهلل الوجه: تلألأ. و مصاعب: جمع مصعب (بضم الميم و فتح العين)، و هو الفحل الّذي لم يمسسه حبل و لم يركب. و رجل مصعب: مسوّد. و شمس: جمع شموس كصبور من شمس الفرس: إذا منع ظهره. «و متهللين» و «مصاعب شمس» نعوت لعترة في قوله «من عترة طابت أرومتهم». و البيتان من قصيدته السينية السابقة، و قد ورد البيت الأول ضمن أبياتها في «أمالي المرتضى»، و أوله «فوق النجوم».

[3] هذا البيت و الّذي يليه لمسلم بن الوليد الأنصاري.

[4] كذا في الأصول: و لعله «الوصل» أو «العهد» كما يرشد إليه ما يأتي بعد من قوله «على طول الجفاء».

[5] الدهقان: رئيس الإقليم، فارسيّ معرّب.

[6] الشهاب: شعلة من نار ساطعة، شبه به الخمر.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 14  صفحه : 372
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست